تشجيع المنتخب فرصة للتكسب
مرة جديدة تصبح مباريات المنتخب الوطني، فرصة لتكسب البعض وتحقيق المزيد من الأرباح في جيوبهم، فقد أصبحت الكافيهات ملاذاً للشباب المشجع للمنتخب من أجل متابعة مبارياته، ومباريات البطولة عموماً، أولاً: باعتبارها توفر النقل المباشر للمباريات، وثانياً: لتوفر الكهرباء والتدفئة لديها، ناهيك عن الجو الحماسي الذي توفره التجمعات الشبابية فيها خلال المباريات.
هذا الاستقطاب الشبابي التشجيعي للمنتخب الوطني، أو لمتابعة المونديالات الكروية عموماً، في الكافيهات ربما لم يكن جديداً هذا العام، لكن الجديد هو نمط الحجز المسبق في البعض منها، وذلك لشدة الازدحام، كما نشطت على هامش المباريات أنشطة ربحية أخرى، اعتباراً من الكنزات المطبوعة، وليس انتهاءً بالرهانات.
موضوع حضور المباريات «لايف» في الكافيهات لم يعد بالنسبة لأصحابها فرصة لزيادة إيراداته، كونها تصبح ممتلئة، بل تعداها البعض منها بفرض رسوم حجز وحضور المباراة، فبعض الكافيهات اكتفت بقيمة فاتورة الطلبات المعتادة من الزبائن «المشجعين» خلال فترات بث المباريات رغم ازدحامها الشديد، في حين بعضها الآخر استغل الفرصة وفرض على هؤلاء ما لم يطلبوه، بذريعة بدل حضور المباراة كـ «حجز» هكذا.. وبمبالغ مرتفعة وغير محسوبة من قبل هؤلاء الشباب المشجعين «المغدورين».
على الطرف الآخر نشطت أيضاً، ومن جديد، التجارة بالكنزات المطبوع عليها صور لاعبي المنتخب، أو عبارة «نسور قاسيون»، من باب الاتجار بمشاعر وعواطف الشباب المشجع للفريق الوطني، وكل منها بسعر، وبحسب المكان طبعاً.
الأدهى، هو عمليات الرهان المستترة التي جرت على هامش المباريات، وتوريط الشباب بمتاهاتها، كأسوأ شكل من أشكال الاستغلال للمشاعر الشبابية الغضة، طبعاً على حساب معيشة هؤلاء وحاجاتهم، وكذلك أخلاقهم.
بمطلق الأحوال ليس غريباً عن العقل الرأسمالي استغلال المناسبات والمشاعر والعواطف من أجل تحقيق الأرباح، وقد كانت مباريات المنتخب الوطني فرصة لتحقيق المزيد منها، ولم لا؟ طالما الفرصة مؤاتية والظرف مناسب والجمهور المشجع متحمس، والأهم من ذلك كله: أن كل ذلك جرى ويجري بعيداً عن أعين الرقابة والمتابعة.