قرية الجربا خارج التغطية
بدأت عودة بعض الأهالي إلى قرية الجربا في عمق الغوطة الشرقية بريف دمشق بعد طول انتظار، اعتباراً من شهر حزيران الماضي تقريباً، بالتوازي مع عودة أقرانهم من أهالي البلدات والقرى الأخرى المحيطة والقريبة منها في المنطقة، وذلك مع الكثير من الوعود عن إعادة تأهيل البنى التحتية، وعن عودة الخدمات إليها.
قرية الجربا تعتبر قرية صغيرة، وتعداد سكانها قليل أصلاً، وبالتالي فإن أعداد العائدين إليها من أهلها ما زال محدوداً حتى الآن، خاصة وأن بعض الخدمات لم تحل مشكلتها بعد، وأهمها الكهرباء والمواصلات.
لا كهرباء ولا ماء
الحديث عن حل مشكلة الكهرباء في البلدة الصغيرة بدأ على أثر الإقلاع في العمل على إعادة التغذية الكهربائية لبلدة مرج السلطان القريبة، وبأنه حال الانتهاء من إنارة مرج السلطان سيتم بدء العمل على إنارة قرية الجربا، مع غيرها من البلدات القريبة الأخرى، لكن مع الأسف لم تصل الكهرباء إلى البلدة حتى الآن، على الرغم من تمديد شبكة التيار المتوسط من بلدة العتيبة وحتى العبادة، والقيسا، علماً أن البلدة تعتبر على محور هذا الطريق نفسه، بحسب الأهالي.
وقد جرى حديث سابق لمدير كهرباء ريف دمشق في شهر تموز الماضي عبر إحدى الصحف المحلية، كاشفاً عن «العمل لإيصال التيار الكهربائي إلى بلدة مرج السلطان بعد مد الشبكات وتركيب مراكز التحويل متوقعا إعلان وصولها بعد أن كثفت ورشات الكهرباء عملها.. مشيراً إلى أن العمل جارٍ لإيصال التيار الكهربائي لباقي بلدات القطاع الأوسط في الغوطة الشرقية».
وأكد في حينها: «أن العمل لإيصال التيار الكهربائي يتم على عدة محاور، منها: المليحة وزبدين ودير العصافير والعتيبه، مبيناً أن العمل جارٍ على خطوط المتوسط لإيصالها إلى مراكز التحويل ومنها يتم العمل على خطوط التوتر المنخفض داخل البلدات». كما أشار: «إلى أنه يتم استغلال مخارج كهربائية موصولة سابقاً إلى بداية هذه البلدات، مما سيسهل عمل الكهرباء في إيصال التيار الكهربائي لمركز أو مركزي تحويل تغذي بالنتيجة التجمعات السكانيه في هذه البلدات مبدئياً».
من عادوا من أهالي القرية قالوا: إن القرية كأنها منسية على مستوى خطط مديرية كهرباء ريف دمشق، فمنذ شهر تموز وهم بانتظار الكهرباء لكن دون جدوى! والأسوأ أنه بغياب الكهرباء تنعدم المياه أيضاً.
طريق سيئ ومواصلات أسوأ
الطريق العام الواصل بين دمشق والعتيبة عن طريق المليحة بحاجة للترميم والتأهيل والإصلاح، وذلك بالسرعة الممكنة، بسبب وجود الكثير من الحفر فيه وبعض الردميات، الأمر الذي أدى لعزوف وسائط المواصلات عن العمل على خطوط النقل إلى القرى والبلدات الواقعة عليه والتي تخدم كل من العتيبة وحران العواميد ودير سلمان والكفرين والأحمدية وغيرها.
فوسائل المواصلات قليلة، وأجورها مرتفعة جداً، حيث تتراوح بين 300- 500 ليرة عن كل راكب، وهي تكلفة مرتفعة على عاتق المواطنين، مع العلم أن قرية الجربا تبعد عن مركز مدينة دمشق حوالي 25كم.
الأهالي قالوا: إن حل مشكلة الطريق يُمهد لحل مشكلة المواصلات، مما يسهل عودة الحياة للقرية ويشجع عليها.
المدارس ليست بحالٍ أفضل
ملاحظة إضافية أتت على لسان الأهالي حول المدارس، فبعض المدرّسين الأصلاء المقيمين في دمشق ما زالوا مستنكفين عن العودة للتدريس في القرية، وسبب ذلك وعورة الطريق وأجور المواصلات ونقص الخدمات العامة، الأمر الذي فرض على المدارس الاعتماد على حملة الشهادة الثانوية للقيام بمهمة التدريس فيها، وهو أمر غير كافٍ من كل بد، ونتائجه السلبية ستكون على حساب الطلاب بالنتيجة.
فهل من يسمع ويستجيب لمطالب الأهالي في القرية، أم أنها ستبقى خارج التغطية؟