المناهج المدرسية غير ممنهجة (3)
توجهت صحيفة قاسيون إلى المركز الوطني لتطوير المناهج، بعد الاستطلاع لآراء المدرسين والمعلمين حول المشكلات والصعوبات العامة التي اعترضت المناهج الجديدة، وآراء الطلاب في بعض مدارس محافظة ريف دمشق، في مختلف المواد ولكافة الصفوف.
عابدين رشيد
انطلقنا إلى المركز المذكور للاطلاع على واقع تأليف المناهج الجديدة، من خلال إجراء بعض المقابلات مع أغلب لجان التنسيق، بغية نقل تلك المشكلات والصعوبات إليهم، وذلك لتفاديها وتسهيل عملية التعليم والتعلم.
العمل وفق معايير عام 2013
كان الهدف من زيارة المركز هو: التعرف على تفاصيل عمل اللجان، وما هي الرؤية المستقبلية التي يمتلكونها حول كيفية دور المناهج في مساهمتها لتأمين حاجة المجتمع.
وقد تبين، أن اللجان تعمل وفق معايير أعدت سابقاً في عام 2013 والتي اعتمدت في عام 2015، والملفت للانتباه هنا، أن جميع اللجان مازالت تعمل على تأليف المناهج في العام الحالي للصفوف (الثاني_ الخامس_ الثامن_ الحادي عشر) في المواد كلها، ما عدا الرياضيات، والتي تم الانتهاء من تأليفها عام 2016، حسب رأي منسق مادة الرياضيات، من الصف الأول وحتى الصف الثالث الثانوي، بينما اللجان الأخرى أعدت المناهج في العام الماضي (الصف الأول_ الرابع_ السابع_ العاشر).
بعض الأسئلة
وانطلاقاً كما ذكرنا آنفاً، توجهنا ببعض الأسئلة المحدودة إلى اللجان، فحصلنا على أجوبة متفاوتة ومختلفة، لآراء منسقي المواد، وأعضاء اللجان، وهذه الأسئلة هي ما يلي:
1_ ما هي الأسس التي يتم على أساسها تطوير المنهاج والكتاب المدرسي؟
2_ ما هي المدة الزمنية المطلوبة لتطوير المنهاج بشكل كلي؟
3_ ما هو الهدف من تطوير المنهاج، وهل الوسائل المخبرية متوفرة وفق المنهاج الحديث؟
وقد كانت النتيجة حسب الاستطلاع ما يلي:
أولاً: منسق مادة الرياضيات
اعتبر منسق مادة الرياضيات في المركز: أن الأساس الذي تم على أساسه تأليف المنهاج، هو: وثيقة المعايير التي اعتمدت عام 2015، والمنهاج يتدرج من /الصف الأول وحتى الثالث الثانوي/ وأضاف قائلاً: إنني أقترح أن تكون مدة التطوير اللازمة بين منهاج وآخر بين /5_7 سنوات/ بشكل علمي. وأن يكون التغيير جزئياً وليس كلياً.
ويتابع: إن المناهج الجديدة تحتاج إلى تدريب المعلمين بشكل عميق جداً، وإعطاء الدليل لكافة المواد، وضرورة توفرها في المكتبات المدرسية تسهيلاً وحتى يكون مساعداً للمدرسين أكثر، حيث أن تأليف مادة الرياضيات انتهى في عام 2016 وللصفوف كافة.
كما أقترح أيضاً: ضرورة تطوير الخطة الدرسيّة، مع تطوير أي منهاج، وتقسيمها إلى مسارات وتشعبات حسب تعبيره، بحيث يكون هناك مسار عام وآخر متقدم، حتى يستطيع الطلاب جميعاً، بما فيهم الأدبي، متابعة دراستهم في الجوانب العلمية.
ثانياً: منسق مادة العلوم
قالت عن الاستبيانات: أثناء التأليف، أجريت على أربع محافظات فقط، وهي: دمشق وريفها_ حلب_ حماة.
وعن المشكلات في المناهج الجديدة تابعت قائلةً: لا توجد مشكلات، وأضافت: أن المدة المطلوبة في التطوير بين منهاج وآخر يجب أن تكون /سبع سنوات/ أما الهدف من تطوير المنهاج هو: الإغناء بالأنشطة وتطوير أساليب التقويم.
ثالثاً: منسق مادة الفيزياء
وهنا طرحنا عليه مشكلة بعض مدرسي الفيزياء، والتي تتمثل: أن بعض الدروس في الفيزياء /الحادي عشر/ الموجودة في الفصل الأول، والتي تعتمد على الدروس في الرياضيات، وهي موجودة في الفصل الثاني، لذلك يجب أن تكون هذه الدروس في الرياضيات والفيزياء في فصل واحد.
وبعد عرض المشكلة على منسق المادة أجاب قائلاً: ليس بالضرورة أن يتم ذلك، ويضيف أن المدة الزمنية حسب التطور العلمي المتسارع، وأما الاستبيانات ليست موجودة لديهم أثناء عمل تأليف المنهاج.
رابعاً: منسق مادة التاريخ
يجري الآن تأليف منهاج /صف الثامن_ الحادي عشر/ وحول المدة الزمنية المطلوبة لتطوير المنهاج هو /5_7 سنوات/ وأكدت أن المعايير اعتمدت وفق آراء المدرسين وحاجاتهم في المحافظات جميعها.
خامساً: منسق الدراسات
الاجتماعية والجغرافية
أكدت: أن مشكلة عدم وضوح الصورة في مادة الدراسات الاجتماعية لصفوف الحلقة، هي بسبب الطباعة، كما أن الملاحظات الموجودة هي في قيد التعديل.
حول المدة الزمنية في التغيير بين منهاج وآخر، هي حسب حاجة المجتمع ومواكبة التطور والمستجدات، أما الهدف من تطوير المنهاج: هو تحويل طالب إلى باحث ليكون قادراً على حل المشكلات واتخاذ القرار.
وعن دليل لمادة الجغرافية قالت: لا يوجد دليل، إنما هناك مصادر للتعلم والطالب /إلكترونياً/ وهو موقع المركز_ شبكات واتس للموجهة/.
سادساً: حول مادة الفلسفة
أكد منسق المادة أنه في العام الماضي جرى تأليف منهاج الصف العاشر (العلمي_ الأدبي)، وحول الاستبيانات فالمسؤول عنها الموجه الاختصاصي، وأضاف نسعى لتدريس الفلسفة في صفوف الحلقة الثانية للتعليم الأساسي، وأضاف أن معايير مادة الفلسفة ممتازة، ولا يوجد مجال اقتراحات للمنهاج الحالي، الذي يجري تأليفه حالياً، وهو /للصف الحادي عشر/.
أوضح مدير المركز الوطني لتطوير المناهج: أن الصعوبات التي تتمثل أمامنا هي في عدم قبول التغيير، بالإضافة إلى تأهيل الكوادر وقياس مخرجات التعلم.
وأضاف: بالتالي، كل ثلاث سنوات يجب أن يكون هناك تغيير جذري للمناهج، وبعدها نحتاج إلى تعديل سنوي، وفقاً لقياس المخرجات وتطور المهارات، وليس هناك حاجة ماسة لفكرة دليل المعلم.