مناهج مدرسية غير ممنهجة
مع تزايد النقاشات العلنية حول المناهج المدرسية والصخب الذي واكب المناهج الجديدة نعتقد أنه يفترض أن تتغير المناهج وفق حاجات ومتطلبات المجتمع الأساسية، وعلى أساس معرفة مشكلاته.
فبقدر ما تعالج المناهج، وتضع الحلول المنطقية، بالاعتماد على مراعاة مستويات الطلاب، وتطويرها تصبح أكثر واقعية، وخاصة أن العالم متغير بحيث أصبح قرية صغيرة، مما يسهل الوصول إلى المعلومة بأسرع وقت ممكن.
مشكلات هامة
على هذا الأساس، نستطيع أن نحدد بعض المشكلات الهامة، التي يجب على المناهج الحديثة أن تأخذها بين الاعتبار، وهي: تدني المستوى المعيشي للفرد، وأن تتماشى مع تأمين فرص عمل جيدة، بالإضافة إلى مساهمتها في تعزيز الانتماء الوطني، مع الأخذ بعين الاعتبار أهمية استعادة هيبة المعلم على جميع المستويات (الاجتماعية_ الاقتصادية_ العلمية_ المعرفية)، وهذا يتطلب تغير السياسات التعليمية والتربوية.
استكمال الاستطلاعات
وبناء على ما تم ذكره أنفاً واستكمالاً لاستطلاعات آراء المعلمين من ذوي الخبرة، وفق الاختصاصات المختلفة، والتي تم نشرها في صحيفة «قاسيون» لمرحلتي التعليم الأساسي الحلقة (الأولى والثانية)، وانطلاقاً من مسؤوليتنا التربوية والتعليمية، ننشر الآن هذه الاستطلاعات حول مناهج مرحلة التعليم الثانوي، والتي أجريت في بعض المدارس في محافظة ريف دمشق، وكانت النتيجة ما يلي:
أولاً: مادة الفيزياء
الصف العاشر
يقول بعض المدرسين: إن هناك الكثير من المعلومات لا يستطيع الطالب فهمها، وخاصة التي لها علاقة بمادة الرياضيات، فالمشكلة هنا أن دروس (الإسقاط_ الأشعة_ الدائرة المثلثية) موجودة في الفصل الأول، بينما المعلومات التي لها علاقة بتلك الدروس في الرياضيات موجودة في الفصل الثاني، مما ينعكس سلباً على استيعاب الطلاب، بالإضافة إلى مشكلة كثافة الأبحاث، حيث لا تنتهي وفق الخطة الدرسية في الفصل الأول.
وتقول إحدى المدرسات: في الفيزياء_ حادي عشر: إن الوسائل المخبرية تحتاج إلى الصيانة والتجديد.
ثانياً: مادة الكيمياء
صف العاشر
المعلومات لا تتناسب مع مستويات الطلاب، فمثلاً: درس (الرابطة المعدنية_ قوس فاندرفالس) المعلومات فيها جديدة، ولا يوجد ترابط تمهيدي مع المرحلة السابقة، فيشكل صعوبة في الفهم لدى الطالب.
بالإضافة إلى مشكلة كثرة الدروس والتي لا تتلائم مع الوقت المخصص، فالمطلوب حسب رأي بعض المدرسين زيادة الحصص.
ثالثاً: مادة الرياضيات
تقول إحدى المدرسات: إن المنهاج مكثف، ويحتاج لاستخدام الوسائل الحديثة، ولا تراعي الوقت المخصص لها، فإعطاء فقرة واحدة من الدرس يحتاج إلى تخصيص حصة أو أكثر.
وأوضح بعضهم الأخر، أن الدرس/ مركز الأبعاد المتناوبة/ في صف حادي عشر معقد جداً، مما ينعكس على الطالب سلباً في الفهم والاستيعاب.
رابعاً: مادة العلوم
صف العاشر
1_ النصوص تأتي قصيرة على حساب زيادة عدد الأسئلة، والتي لا توجد أحياناً إجاباتها في الدرس، بالإضافة إلى عدم وجود مصادر أو مراجع معتمدة من وزارة التربية، في حال استخدام الشبكة، للحصول على جواب، مما ينعكس سلباً على أخذ الإجابات من عدة مصادر، وبالتالي تتضارب الإجابات بين مدرس وأخر لتنعكس على الطالب سلباً.
2_ في الصف الثاني الثانوي، يقول بعض المدرسين: المشاكل كثيرة سنذكر منها:
أ_ الدرس الأول يحتاج إلى تفصيل في الشرح لتسهيل عملية الفهم، لأن المدرس غالباً لا يمتلك القدرة الكافية.
ب_ إلغاء درس «التطبق» من العلوم ووضعها في الجغرافية بالإضافة إلى الجيولوجيا.
جـ_ درس «المادة الحية» شبه مكرر بين الفصلين.
خامساً: مادة اللغة العربية
صف العاشر
هناك كثافة في النصوص، كما يعاني الطلاب في الصف الثاني الثانوي من قلة تطبيق القواعد، ولذلك يجب أن يكون هناك توازن بين العاشر والحادي عشر في مجال القواعد (كتاب خاص بالقواعد موزع بالتساوي بين العاشر والحادي عشر).
سادساً: مادة تاريخ
صف العاشر
الفقرات غير مترابطة، وتفتقر للمعلومات التاريخية، وأغلب الدروس هي عبارة عن علم للآثار، بالإضافة إلى أن دروس الفصل الأول مكثفة جداً، وتقترح إحدى المدرسات، إعطاء المعلومات دون توسع حتى لا يشكل عبئاً على الطالب.
سابعاً: مادة الجغرافية
صف العاشر
تعاني من قلة المادة العلمية، حيث ترتكز بمعظمها على الصور والاستنتاج منها للحصول على المعلومة، بالإضافة إلى عدم وضوح الصورة. كما أن الرحلات الميدانية لا يمكن تطبيقها في هذه الظروف.
ثامناً: مادة الفلسفة
صف الحادي عشر أدبي
مواضيع الكتاب غير فلسفية وسهلة، وطريقة تناولها غير معتمدة وعبارة عن سرد لكم هائل من المعلومات المعروفة، دون التركيز على كيفية المعلومة، مثال: دروس (التغير_ الطبيعة_ الثقافة).
لا تحرض الدروس على التفكير المستقل، وهي أقرب لدروس القومية التي يغلب عليها التعداد، والدروس غير مشوقة.
_ صف الحادي عشر علمي: أن تكون المادة ذات طبيعة علمية.