دير الزور ومعركة الخلاص من قوى الفساد

دير الزور ومعركة الخلاص من قوى الفساد

بعد فك الحصار عن بعض أحياء مدينة دير الزور، وبدء انحسار المعاناة المادية والنفسية للأهالي من الممارسات الداعشية الظالمة، ومع البدء بتوريد المواد الغذائية والاحتياجات الأساسية للمواطنين، انخفضت الأسعار على الكثير من السلع.

إلا أن هذا الانخفاض لم يرقَ ليصل لحدود التوازن السعري المطلوب، قياساً بالأسعار مع بقية المحافظات والمدن السورية، وبما يتوافق مع مستويات الدخول المنخفضة، والواقع المعيشي المتردي.
قوى الاحتكار والفساد
بعد أن كانت الأسعار مضاعفة بحدود عشرة أضعاف، انخفضت لحدود ثلاثة أضعاف، وهي في كل الأحوال ما زالت دون قدرة المواطن مقارنة مع دخله، على الرغم من دخول كميات كبيرة من المساعدات، من الهلال الأحمر والاتحاد الروسي، والتي من المفترض أن توزع مجاناً، بينما المواد التي دخلت عن طريق وزارة التموين والتجارة الداخلية، عبر السورية للتجارة، بيعت للمواطنين بأسعار أعلى من قيمتها في المحافظات الأخرى ناهيك عن قيمتها الحقيقية.
وقد صرح مدير السورية للتجارة في دير الزور أنه دخل للمؤسسة 23 طناً من المعلبات والخضار، وغيرها من المواد، كما قام أحد التجار بإدخال كميات من البيض والبندورة والسكر والجبس.
مقابل ذلك ما زالت قوى الفساد والسمسرة والنهب هي المتحكمة بأسعار المواد والسلع في السوق، عبر أساليب الاحتكار والتحكم بآليات العرض والطلب.
والأكثر استغراباً بالنسبة للمواطنين هو وجود بعض المواد التي تباع في الأسواق ومن المفترض بأنها محصورة بالمساعدات، مثل مادة التمر، على سبيل المثال لا الحصر.
وعلى المستوى الخدمي ما زالت الكهرباء على حالها من الانقطاع، بالإضافة لواقع شح المياه، بانتظار استكمال إصلاح الشبكات لهذه وتلك، مع ضرورة العمل على تحسين غيرها من الخدمات العامة الأخرى.
لقطات سعرية
كيلو الخيار 300 ليرة- كيلو الفليفلة 600 ليرة- كيلو التفاح «نوع ثالث» 400 ليرة- كيلو البندورة 800 ليرة- ملفوف 300 ليرة- كيلو الموز 2000 ليرة- كيلو الجبس 300 ليرة- صحن البيض 1500 ليرة- الدراق والعنب 800 ليرة.
علماً أن بعض الأنواع الممتازة لم يتم توزيعها رغم دخولها تحت اسم المساعدات بكميات كبيرة، مثل: التفاح والعنب والدراق والموز، وبيعت في الأسواق.
وعلى الرغم من انخفاض أسعار الوقود بعد دخول بعض الكميات، إلا أن أسعارها ما زالت مرتفعة، فسعر ليتر المازوت 500 ليرة- وليتر البنزين 1500 ليرة.
والسؤال الدائم على ألسنة أهالي مدينة دير الزور، بعد خلاصهم وتحررهم من الظلم الداعشي: متى سيحين موعد ضرب قوى الفساد والاحتكار وتجار الحرب والأزمة، الذين ما زالوا يتاجرون بقوتنا وبمعيشتنا، وينشطون علناً بممارساتهم الاحتكارية والتحكمية، وكأنهم محميون، ولا تطالهم أيدي المحاسبة والرقابة؟!.
مؤكدين بأن هذه أيضاً تعتبر معركة واجبٌ خوضُها، كي تستعيد مدينتهم نشاطها الاجتماعي والاقتصادي وتواصلها مع غيرها من المدن والمحافظات السورية.

معلومات إضافية

العدد رقم:
829