مخيم الوافدين: المواصلات عامل مُفقر أيضاً!

مخيم الوافدين: المواصلات عامل مُفقر أيضاً!

معاناة المواصلات كانت وما زالت واحدة من أهم أوجه المعاناة بالنسبة للأهالي في مخيم الوافدين في القرب من دمشق.

هذا المخيم المكتظ، والذي يفتقد للكثير من الخدمات، كما يعاني من الكثير من نقص الاهتمام، غالباً ما يكون معزولاً عن العالم الخارجي، بسبب المواصلات وصعوباتها.

استغلال
المواصلات على الرغم من قلة وسائطها، تعمل لعدد محدود من الساعات يومياً، اعتباراً من الصباح وحتى الساعة الثالثة ظهراً فقط، مع الكثير من أوجه الاستغلال خلال هذه الساعات المحدودة.
الفترة الصباحية بالنسبة للسرافيس المخصصة لهذه المنطقة، غالباً ما تكون محجوزة إيجاراً، لصالح بعض المنشآت والمعامل، لنقل العاملين، وبالتالي يحرم سكان المخيم من التخديم بهذه السرافيس خلال الفترة الصباحية، وحتى قرابة الساعة العاشرة، أما القلة القليلة المتبقية دون عقود فيتم تحكم السائقين بالمواطنين على مستوى التسعيرة، فيتقاضون تعرفة أعلى من التسعيرة تحكماً واستغلالاً.

مصيبة ما بعد الظهر!
المشكلة الأعقد بالنسبة للأهالي هي انقطاع هذه الخدمة في فترة ما بعد الظهر، حيث يضطر غالبية العاملين من أهالي المخيم، الذين ينتهي دوامهم في الساعة الرابعة عصراً وما بعد، للاستعانة بوسائط نقل أخرى، مع مترتبات ذلك على مستوى التسعيرة المرتفعة التي يتقاضاها هؤلاء، حيث تصل التسعيرة بالتكسي للشخص الواحد إلى 500 ليرة، طبعاً مع الانتظار لحين اكتمال العدد، ناهيك عن المهاترات مع السائقين، والتي تصل أحياناً لحدود العراك، والامتناع عن الخدمة، وكذلك هي حال طلاب الجامعات من أبناء المخيم، الذين يقضون نصف عمرهم على الطرقات والمعاناة بها.
وهذا ضمناً، يعني أن كل من لديه عمل آخر، مسائي أو ليلي، بالإضافة لعمله بنتيجة الواقع الاقتصادي المعاشي، ربما يضطر لقضاء ليلته بعيداً عن بيته، أو ربما يضطر للاستغناء عن عمله، بنتيجة سوء المواصلات، والتكاليف المرتفعة التي يتكبدها بمقابلها.

عبء مادي مرهق
والنتيجة، أن مشكلة المواصلات بالنسبة لأهالي مخيم الوافدين، لا تقف عند حدود المعاناة وضياع الوقت، والجهد والتعب المرافق للانتظار الطويل، بل والأهم من ذلك هو: ما يتبع تلك المشكلة من أعباء مادية مرهقة، تنعكس سلباً على المستوى المعيشي المتردي أصلاً، ما يعني بالمحصلة أن مشكلة المواصلات أصبحت عاملاً مُفقراً مضافاً إلى جملة العوامل المفقرة، التي يعاني منها هؤلاء.

مطلب محق
أهالي مخيم الوافدين يطالبون بتأمينهم بباصات نقل داخلي من وإلى المخيم، على أن تعمل وفقاً لبرنامج ساعات الذروة، صباحاً ومساءً فقط، بالشكل الذي يؤمن لهم سهولة التنقل من وإلى دمشق، ويمنع عنهم الاستغلال الجائر بحقهم من قبل بعض السائقين.
فهل هذا بالكثير؟.

معلومات إضافية

العدد رقم:
827