السوريون مع اقتراب رمضان: الغلاء دفعنا للصيام طيلة العام!
تحول اقتراب حلول شهر رمضان المبارك من فرحة مفترضة، بما يحمله هذا الشهر من فرص للعبادة والتقرب من الله، واجتماع العائلة من صغيرها لكبيرها على سفرة واحدة طيلة شهر كامل، إلى هاجس يؤرق رب العائلة وأفرادها على التوازي، لمعرفتهم المسبقة أن فرحتهم لن تكتمل بالتمتع بعادات وتقاليد الشهر الكريم.
نزوح وقلق
هذا هو حال «أبي فوزي» الذي اضطر قبل سنوات لمغادرة منزله في منطقة الحجر الأسود واستئجار غرفة ومنافعها في إحدى عشوائيات المدينة، بـ35 ألف ليرة شهريا، فعمله كمصلح «صحية» وسائق لهونداية ليس بكافٍ لإعالة عائلته ودفع إيجار المنزل بالأيام العادية، التي يمكن فيها اختصار بعض الوجبات أو المواد مثل اللحوم والفواكه أو الحلويات، التي باتت مقتصرة على مناسبات معينة، أو مرتبطة بتلقيهم مساعدة من الأقارب وغيرهم.
لكن شهر رمضان على حد قول «أبي فوزي»، مبعث «قلق»، إذ يتمنى أن تتمكن عائلته المكونة من 3 أبناء وزوجته، من إمضاء الشهر كما اعتادوا قبل الحرب، والشعور بفرح الاجتماع على سفرة الإفطار مع ما تحتويه من أطعمة متنوعة تبهج أبناءه، وتشجعهم على تقبل الصيام الطويل ..
وأكد «أبو فوزي» في حديث لـ«قاسيون»، أنه لن يتمكن من تحقيق ما يتمناه، مع هذا الغلاء في الأسعار.
والحكومة لاتحرك ساكناً
اشتكى مواطنون، من عدم تحرك الحكومة للتخفيف من حدة الغلاء وخاصة مع اقتراب رمضان، إذ اعتبروا أنفسهم في حالة صيام دائم بغض النظر عن التوقيت، بسبب فلتان السوق وانعدام ضبطها، وقدرة التجار المطلقة على التحكم في مستويات الأسعار وانسياب البضائع، حيث يعمدون إلى احتكار السلع الأساسية واستغلال حاجة الناس لبيعها بأغلى الأثمان.
وحول دور مؤسسة التدخل الإيجابي في المنافسة وتخفيف الاحتكار والأسعار، بيّن المواطنون، أن دورها لم يختلف عن دور سابقاتها قبل الدمج، فهي لا تزال غير قادرة على كبح السوق والمنافسة، وفي حال عرضت سلعاً أرخص تكون بجودة أقل ونوعيات غير معروفة أو موثوقة من المستهلك.
رمضان ومونة ومخاوف من غلاء أكبر
رغم ثبات الأسعار على ارتفاعها حتى إنجاز هذه المادة، إلا أن التوقعات ليست متفائلة ببقائها عند ذلك الحد، حيث من المتوقع أن تقفز الأسعار مجدداً، قبل رمضان بيوم أو اثنين، مع توجه العائلات لشراء ما يتيسر لها من مستلزمات قبل حلول الشهر.
وفي ذات السياق، ترافق رمضان، مع موسم المونة المعتاد، من الفول والبازيلاء والثوم، كما سيتقاطع بدء موسم الملوخية والبامية مع رمضان في أيامه الأخيرة، التي تحمل عبئاً اقتصادياً آخر ألا وهو عيد الفطر !!..
ثبات الأسعار نوعاً ما في الأسواق المحلية، ليس كافياً لتتمكن الأسر ذات الدخل المحدود من إمضاء رمضان بشكل يسير.
أسعار السوق:
في سبر لأسعار بعض الخضار والفاكهة في أسواق دمشق، تبين أن تكلفة صحن السلطة المعتاد في سفرة رمضان، قد يصل إلى ألف ليرة سورية، فسعر كيلو بندورة 270 ليرة، والخيار 180 ليرة، والبصل 110 ليرة، والليمون 325 ليرة، مع بعض الإضافات مثل زيت الزيتون والملح، في وقت يبلغ فيه سعر كيلو البطاطا المالحة 250 ليرة، والباذنجان البلدي 325 ليرة.
وفيما يخص الفاكهة، يباع التفاح بسعر 250 ليرة، والبرتقال 180 ليرة، كما يبلغ سعر كيلو التمر الإماراتي 1600 ليرة، وكيس العرقسوس يباع بـ800 ليرة.
في حين يبلغ سعر كيلو شرحات الدجاج 1750 ليرة، وكيلو دبوس الدجاج 1150 ليرة، بينما يتراوح سعر كيلو لحم الغنم الهبرة بين 6500 ليرة و7 آلاف ليرة، في حين يباع كيلو لحم العجل بسعر لا يقل عن 4500 ليرة سورية.
وعند مقارنة أسعار بعض السلع في عام 2016 مع سعرها في العام الحالي، يظهر جلياً ارتفاع واضح في السعر، فمثلاً كان سعر كيلو البطاطا برمضان الماضي 125 ليرة، بينما تضاعف سعره اليوم، وكان سعر كيلو لحم العجل 3400 ليرة، ليزيد أكثر من ألف ليرة في العام الجاري، كما سجل سعر كيلو لحم الغنم ارتفاعاً قدره 1500 كحد أدنى، حيث كان سعره العام الماضي 5 آلاف ليرة.
يشار إلى أن أسعار عام2016 سجلت ارتفاعاً قدره 460% عن عام 2015 بحسب دراسة نشرتها جمعية حماية المستهلك حينها.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 811