«المونة» تكشف عورة خدمات النظافة..
يواجه المواطنون كل فترة معوقات معينة، يرتبط بعضها بفترات محددة من السنة، إذ تحول منظر القمامة المتكدسة على جوانب الطرقات والأحياء إلى سمة عامة تتميز بها شوارع دمشق وريفها، خاصة مع بداية موسم مونة الفول والبازلاء على وجه التحديد.
واشتكى بعض سكان دمشق، من تراكم القمامة في الأحياء على مدار اليوم، حيث لا يوجد التزام بوقت محدد لرمي النفايات، كما لم تعد الحاويات كافية لاستيعاب الكميات الكبيرة من القمامة، التي زادت بسبب بدء معظم الأسر التموين لموسم الشتاء القادم من الفول والبازيلاء.
شجارات بسبب القمامة!
بيّن أهالٍ من ركن الدين، إن «الغالبية لا تلتزم بوضع أكياس القمامة في الحاويات لقلة عددها في الحارات، فباتت الأكياس منثورة في كل مكان وبجوار كل حائط بناء، الأمر الذي ولّد شجارات بين سكان الأحياء، إثر سوء الخدمات على مستوى ترحيل القمامة وعم كفاية الحاويات، حيث يتم اعتماد مكان واحد لرمي القمامة يكون مجاوراً لمدخل أحد الأبنية، الأمر الذي يجعل ذلك البناء جاذباً للحشرات والقوارض، فضلاً عن انتقال مخلفات القمامة التي تعبث بها القطط إلى داخل الأبنية».
وأكد الناس في شكواهم، قلة عدد عاملي النظافة، وعدم كفايتهم، إضافة لعدم كفاية عمليات الترحيل التي تقوم بها السيارات، فحاويات القمامة بحالة امتلاء دائم، وكذلك هي الطرقات».
المونة مرهقة !
مشكلة القمامة في موسم المونة، تأتي رغم تدني المستوى الاقتصادي والمعيشي لمعظم العائلات، والذي أدى بدوره لاختصار عادات التموين أو إلغائها من قبل البعض، إذ تشكل تكلفة المونة عبئاً اقتصادياً ليس بالهين، مع ارتفاع أسعار الخضار مقارنة بالأعوام السابقة.
وتصل تكلفة مونة 25 كيلو من الفول لعائلة مكونة من 5 أشخاص إلى 5650 ليرة، باعتبار سعر الكيلو 225 ليرة بحسب نشرة مديرية تجارة دمشق، بينما تصل تكلفة مونة 50 كيلو من البازلاء بسعر 240 ليرة/ كيلو، إلى 12 ألف ليرة، ليصل مجموع تكلفة مونة المادتين إلى أكثر من 17 ألف ليرة، خلال شهر أيار فقط دوناً عن مصاريف الشهر اليومية والطارئة.
حال ركن الدين وغيرها من شوارع دمشق لا يختلف عن حال الريف الدمشقي وتحديداً مدينة جرمانا، التي تتفاقم فيها مشاكل الخدمات، من نظافة وصرف صحي بشكل مستمر بسبب الضغط السكاني الكبير على المدينة، وعدم تطوير البنى التحتية لها بما يتناسب والتزايد السكاني.
جرمانا ينقصها 800 عامل نظافة فقط!
بحسب ما رصدت «قاسيون»، أكوام القمامة ليست محصورة ببعض أحياء جرمانا، بل تغطي مشكلة القمامة معظم المدينة وأطرافها، حيث طالب وجهاء من عدة قطاعات في المدينة، بتكثيف متابعة الوضع الخدمي بعد تردي النظافة وطوفان المياه الآسنة في الطرقات وانتشار مخالفات البناء وغيرها من مشاكل، خاصة وأن المدينة تعاني من نقص يقدر بـ800 عامل نظافة بحسب مصادر لـ«قاسيون».
ولا يقف موضوع النظافة عند حد معين، نظراً لما يؤدي تردي حالها إلى مفرزات لها مضار وأخطار على الصحة العامة والبيئة، حيث تجتذب القمامة مختلف أنواع الحشرات والقوارض من جرذان وفئران، التي تسهم في نقل الأمراض والأوبئة بشكل كبير، الأمر الذي يعاني منه سكان المدينة وريفها كل عام تقريباً مع بدء مثل هذا الوقت من السنة وحتى نهاية الصيف.
حشرات وقوارض وكلاب شاردة!
إن المخاوف لا تتوقف عند ذلك للأسف، فانتشار الكلاب الشاردة في مناطق عدة بات يشكل عامل تهديد جديد للصحة العامة، خاصة مع عدم توفر لقاحات ضد «داء الكلب»، فالأرقام عن الكلاب التي كشفت المحافظة عن القضاء عليها منذ بداية العام الحالي فقط، هي 800 كلب شارد، ليست إلا دليلاً على كثرة أعداد تلك الحيوانات، التي لا توجد حتى الآن طريقة فعالة للقضاء عليها، حيث تعترف البلديات بعجزها عن اعتماد طريقة ناجعة في التعامل معها.
ورغم عدم توفر لقاح «الكلب» في مشافي الدولة، إلا أنه لم يتم إطلاق أي نوع من أنواع التحذيرات أو التوعية لمخاطر تلك الكلاب وخطورة التعرض للعض، أو كيفية التعامل مع المصاب، إذ أكدت مصادر لـ«قاسيون» إنه لا يوجد في أي مشفى لقاح ضد «الكلب»، مشيرة إلى أن تكلفة اللقاح في السوق السوداء تصل إلى 60 ألف ليرة سورية أو أكثر، علماً أن العلاج من العض يتطلب 5 جرعات من اللقاح بما تصل تكلفته إلى 300 ألف ليرة، في حين تعتمد النجاة من العضة على سرعة تأمين العلاج.
وكشفت وزارة الصحة أن النصف الأول من عام 2016 شهد حوالي سبعة آلاف عضة كلب، توفي مواطنان إثر تأخر العلاج.
وتتحمل الوزارات المعنية والحكومة بشكل عام، مسؤولية ما آلت إليه حال الخدمات والرعاية في المدن، حيث لم يتم إيلاء الاهتمام اللازم والتخطيط بالشكل الصحيح للتعامل مع قضية التغيّر في التوزيع الديمغرافي والسكاني، والضغط الذي زاد في مناطق على حساب مناطق أخرى، من ناحية تطوير البنى التحتية وتكثيف أعداد العاملين في قطاع الخدمات بتلك المناطق بما يتناسب مع الحجم السكاني الجديد والمتزايد، في وقت نجد فيه اهتمام الحكومة منصباً في إقامة مشاريع سياحية بمنطقة ما دون الاكتراث لحال المدن وتخديمها وحاجات السكان ومعاناتهم..
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 810