سكان حي أبي جرش في القابون معزولون!
منذ صباح 19 آذار، على إثر الهجوم الذي جرى على شرق العاصمة من قبل المجموعات المسلحة، وأهالي حي أبي جرش في القابون فرض عليهم طوق محكم من العزلة والحصار، فهم ممنوعون من الدخول والخروج من الحي، حتى تاريخ إعداد هذه المادة.
الحي المذكور هو حي صغير، محاذٍ وملاصق تماماً للطريق الواصل بين كراجات العباسيين ومساكن برزة، مواجه المشاتل، وسبق أن كان معزولاً عن منطقة القابون وعمقها، طيلة السنوات السابقة، كما كانت حركة ساكنيه سلسةً ودون عوائق تذكر، طيلة هذه المدة، باعتباره من الأحياء الواقعة تحت سيطرة الدولة، ولم يخرج عنها.
استغراب واستهجان!
الهجوم الذي شنته المجموعات المسلحة على شرق العاصمة صباح 19 آذار كان وبالاً على سكان الحي وقاطنيه بمستويين: مستوى أمني تمثل بالمعارك التي دارت بمحيطه وعلى تخومه، والمستوى الأقسى تمثل بالحصار الذي فرض عليهم على إثرها، ونتائجه على مستوى منع الدخول والخروج، مع تبعات ذلك بما يتعلق بتأمين مستلزمات المعيشة والحياة اليومية.
الأهالي، رغم تفهمهم للضرورات الأمنية، إلا أنهم مستهجنون ومستغربون من استمرار هذا الإجراء بحقهم حتى الآن، فقد طالت عليهم فترة العزلة، خاصةً وأنّ حيهم لم يخرج عن سيطرة الدولة طيلة السنوات السابقة كلها، كما لم يشهد أي حدث ذي صفة أمنية أو عسكرية كذلك الأمر، وغالبية سكانه هم من شريحة الطلاب والموظفين وكبار السن، كما أن المجموعات المسلحة التي شنت الهجوم، تم ردها على أعقابها واندحرت، وبقية الأحياء المجاورة لشرق العاصمة، والقريبة من الحي، استعادت حياتها وحركتها ونشاطها، باستثناء حيهم، الذي ما زالت أبوابه مغلقةً أمامهم.
الموظفون المنقطعون بحكم المستقيل!
أكثر تجلٍّ سلبي لتداعيات الحصار والعزلة المفروضة على الحي، حصد نتائجها الطلاب والموظفون.
فالموظفون، الممنوعون من الخروج إلى عملهم، باتوا يعتبرون منقطعين عن العمل، حسب رأي إداراتهم، بحكم القانون، وهم على ذلك قد يتم اعتبارهم بحكم المستقيل، كون الانقطاع استمر حتى الآن، فترةً تجاوزت الـ 16 يوماً متصلةً، وهذا الإجراء قد يطال الموظفين والعاملين القاطنين في الحي جميعهم، وفي حال عدم قبول الجهات العامة للتبريرات المقدمة من قبلهم عن هذا الانقطاع، وهو أمر ليس جوازياً، بقدر ما هو محكوم بنص قانوني، مرتبط بثبوتيات وورقيات رسمية، ما يعني بالنتيجة فقدان فرصة العمل أمام هؤلاء، كما وفقدان مصدر الدخل لهم ولأسرهم، في ظل هذا الواقع المعيشي المتردي أصلاً.
فاقد تعليمي!
الطلاب على الطرف الآخر، انقطعوا عن مدارسهم وجامعاتهم، طيلة هذه المدة، فبالنسبة لطلاب مرحلتي التعليم الأساسي والثانوي، كانت هذه الفترة هي فترة مذاكرات، حيث تعذر عليهم تقديم بعضها، كما حصل لديهم فاقد تعليمي بالمقارنة مع زملائهم، وقد بقي مدة شهر دراسي فقط، أمام هؤلاء، لاستكمال عامهم الدراسي، وموعد الامتحانات النهائية.
أما طلاب مرحلة التعليم الجامعي، وتجديداً الكليات العلمية، فقد خسروا حضور الكثير من المحاضرات، وخاصةً العملية منها، والتي لا يمكن تعويضها، وبالتالي فإن الفاقد العلمي بالنسبة إليهم يعتبر كبيراً، ما يمكن أن ينعكس سلباً على محصلتهم النهائية بامتحانات نهاية العام الدراسي.
تداعيات أخرى!
لم تقف حدود النتائج السلبية للحصار والعزلة المفروض على سكان الحي عند موضوع الموظفين والطلاب، بل تعدتها إلى مشاكل أكثر أهميةً، تتمثل بتأمين مستلزمات المعيشة والحياة، وخاصةً على مستوى المواد الغذائية والمحروقات والأدوية، وغيرها من أساسيات الحياة الأخرى، مع استمرار هذه الاجراءات طيلة هذه المدة، وباعتبار الحي صغيراً، ولا موارد ذاتيةً لديه، باستثناء ما هو متوفر في البيوت، وهي قليلة، كون الأهالي من فقراء الحال، وأصحاب الدخل المحدود أصلاً.
مطالب مشروعة
أهالي وسكان حي أبي جرش في القابون، لم يغفلوا أهمية وضرورات الأمن والسلامة، والاحتياطات اللازمة بهذا الخصوص، خاصةً وهم يدركون انعكاساتها الإيجابية على حياتهم واستقرارهم، وهم على ذلك يطالبون بما يلي:
فتح طرق الحركة أمامهم، دخولاً وخروجاً، وخاصةً للطلاب والموظفين، مع توخي الاحتياطات الأمنية الواجبة تجاه ذلك.
فسح المجال أمام دخول مستلزمات المعيشة، من مواد غذائية ومحروقات وأدوية، وغيرها من ضروريات الحياة الأخرى.
منح الموظفين من سكان الحي، المنقطعين عن العمل بسبب إغلاق الطرق، الثبوتيات اللازمة لتقديمها لإداراتهم، لتبرير غيابهم، منعاً من اعتبارهم بحكم المستقيل، وحرصاً على فرصة العمل ومصدر الدخل لهؤلاء.
استكمال الاجراءات الضرورية واللازمة كافةً، من أجل أن يستعيد الحي حيويته ونشاطه، كما غيره من أحياء العاصمة.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 805