«حديث يجر حديث»!!.. قروض السكن للمعلمين
غالباً ما يقطع المعلمون مسافات طويلة للوصول إلى مدارسهم التي يعملون فيها، ومن النادر أن يدرّس المعلم في مكان قريب من مكان سكنه ، كما أنه من النادر أصلاً أن يكون له مكان سكن مستقل!!
ومن هنا فإن مشكلة السكن تمس بشكل مباشر هذه الفئة التي تحتاج إلى سكن مستقل يشعرها ولو بصورة جزئية بالأمان والاستقرار، ولتحقيق ذلك يجب مراعاة أوضاع هؤلاء المعاشية السيئة التي يزيد ثقلها عليهم مصروف المواصلات اليومي الذي يتضاعف بشكل كبير وخاصة لأولئك الذين يعملون خارج محافظاتهم.
أما عن قروض السكن للمعلمين التي تعطى من دون فائدة فإنها لا تشكل سوى جزء صغير من الحل المطلوب للمشكلة إذ أنه بمجرد أن يقدم المعلم أو المعلمة على القرض، يبدأ الاسترداد... عن طريق اقتطاع مبلغ معين من الراتب الشهري (زيادة في التوضيح يتم الاقتطاع هذا دون أن يأخذ المعلم أي قرش) إذ أن القروض لن تعطى إلا بعد مرور 40 شهر من تاريخ التقديم أي أن المعلم يكون قد سدد ثلاثة أرباع القرض سلفاً. فمثلاً إذا أخذ المعلم 200000 ل س وهي الشريحة الاعلى فيتوجب عليه مطلع شهر دفع 2600 ليرة أي بعد ثلاث سنوات ونصف يكون المعلم قد دفع 120000 وقد يحصل على القرض أو لايحصل.
يضاف إلى ذلك أن هذه الشريحة العليا (الحد الاقصى المسموح اقتراضه) غير قادرة على شراء ربع بيت في ظروف الاسعار الحالية وإذا كان لدى المعلم عبء المواصلات فهذا يعني أن الراتب بكامله سيصرف على قسط القرض والمواصلات ولا داعي للإسراف أكثر من ذلك!!
بانتظار الزلزال
«يزيد في خطورة التأثيرات المتوقعة للزلازل على دمشق كونها الأعلى كثافة سكانية وانتشار السكن العشوائي الذي شيد في ظروف استثنائية دون حد أدنى من الإشراف الهندسي يضمن سلامة الأبنية حيث يولد الاهتزاز أثناء الزلزال قوى أشد وأكبر وبالتالي فإن احتمال التخريب والخسائر يتضاعف»هذا بعض مما جاء في دراسة بعنوان «المخاطر الزلزالية على السكن العشوائي» قدمت في ندوة السكن العشوائي التي أقيمت بدمشق وقد وجد الباحثون في هذه الندوة أنه« في أغلب الأحيان تكون المسافات الفاصلة بين أبنية السكن العشوائي صغيرة والطرق المؤدية إليها تفتقر إلى الحد الأدنى من متطلبات السلامة إذ من أجل الربح تم اختزال الطرقات والمساهمة في اكتظاظ السكان، كما أن الخدمات والمرافق وضعت بشكل توفيقي وليس بناء على أسس علمية في أحياء السكن العشوائي. فالأبنية ليست ضعيفة ومعرضة للانهيار تحت تأثير الزلازل فحسب بل إن توضعها وتوزعها الحالي سوف يعيق عمليات الإنقاذ والإطفاء وإصلاح الأضرار التي يمكن أن تنتشر في الأبنية والشوارع وأنابيب المياه وخطوط المجاري وأسلاك الكهرباء والهاتف، وهذا يعني أن مشكلة السكن العشوائي ليست محصورة في حدود عدم مراعاة النواحي الجمالية بل هي مشكلة حقيقية تهدد حياة ملايين السكان في حال حدوث أي تغير في التربة أو هزة بسيطة أو زلزال كبير وبانتظار ذلك فإنه ليس لنا إلا أن نقول «بعيد الشر»والاستمرار في المحاضرات التي تتحدث عن الآثار المدمرة لهكذا ظواهر!
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 175