محافظة الحسكة.. مدن وقرى منكوبة، وسلطات نائمة

شهدت العديد من مدن وقرى محافظة الحسكة أوضاعاً مأساوية نتيجة الهطولات المطرية الغزيرة ....

وتفيد مشاهداتنا ومتابعاتنا عن سقوط ضحايا بشرية في رأس العين والحسكة، وعن وجود قرى محاصرة في ناحية تل تمر، وجنوب الرد، وعائلات مشردة في كل من القامشلي والحسكة ورأس العين، وخسائر مادية تقدر بعشرات الملايين. ومما يزيد من مخاطر المشكلة هو الحديث عن تدفق الفائض المائي في السدود القريبة من حدودنا مع تركيا، مما أدى إلى اندفاع السيول في المجاري المائية المجففة منذ عشرات السنين بسبب بناء تلك السدود أصلا.
أمام هذه الكارثة الطبيعية وإن لم تكن من الدرجة الأولى، تكشفت كل نقاط ضعف جهاز الدولة الذي لم يحرك ساكنا أمام ما حل بالمواطنين، في حين يقف المواطنون مكتوفي الأيدي، وأرزاقهم وممتلكاتهم تهدر وتتلف أمام عيونهم.
إن حدوث أزمات من هذا النوع أمر طبيعي، ومن الممكن أن تحدث في أي بلد، ولكن ما هو غير مقبول وغير منطقي هو أن هذه المحافظة لا يوجد فيها شبكة صرف صحي يتوفر فيها أدنى الشروط الفنية.
 وبعد، فإن الشتاء ما يزال في بدايته، وما هو قائم الآن من الممكن أن يحدث مرة أخرى، لاسيما وأن جيراننا الأتراك كانوا وما يزالون يتعاملون معنا باستعلاء، وكأنه لا دولة على حدودهم الجنوبية ولا بشر، وإذا لم تتخذ الإجراءات الاحترازية اللازمة فإن القادم يمكن أن يكون أعظم.

معلومات إضافية

العدد رقم:
285