عبد الحليم قجو عبد الحليم قجو

مرة أخرى.. «عامودا» تتألم وتصرخ!

منذ أكثر من ستة أشهر تقوم إحدى جهات القطاع الخاص بتنفيذ مشروع شبكة الصرف الصحي في مدينة عامودا، ابتداء من أطراف المدينة البعيدة عن أنظار المواطنين وملاحظاتهم وصولاً إلى مركز المدينة. ومع هطول الأمطار الخريفية الغزيرة ترك هذا المشروع رغم أهميته الحيوية تساؤلات وردود أفعال من المواطنين نظراً للآثار السلبية الناجمة (حتى الآن) عن سوء تنفيذه والتي يمكن حصرها بما يلي:

1.   سوء ردم الحفريات وتأخره، حيث مازالت أكوام الأتربة على جانبي الشوارع الرئيسية وخاصة شارع عامودا ـ الحسكة، وتحديداً في قسمه الشمالي المار من مركز المدينة حيث ما يزال في جزء رئيسي منه غير جاهز لعبور السيارات وفي الجزء الآخر يتعذر المرور إلا للسيارات الصغيرة. وإذا كانت الحفريات قد قسمت الشارع إلى أوتوستراد تحكم الأمر الواقع ففي ذلك يتعذر مرور آليتين بشكل معاكس وإذا تجاوزت آلية  آلية أخرى أو صادفت آلية واقفة، فقد تنزلق أو تنغرز في الحفريات وتؤدي إلى اختناقات مرورية في وسط المدينة للمشاة والسيارات. ونتيجة لهذا الواقع فإن آليات نقل القمامة يتعذر مرورها في هذه الشوارع أيضاً.
2.   لم تجهز حتى تاريخه بعض (الريكارات) والتي تلتقي معها القساطل في الشوارع الفرعية حين تسيل شلالات المياه الملوثة وتفوح الروائح الكريهة، كل ذلك على مرأى الناس.
إن ترك بعض هذه الفتحات دون أغطية أيضاً، دفعت بالبعض إلى ملئها بالحجارة والإطارات المهترئة، وإذا ما أضيفت إليها الأتربة المنجرفة فإن ذلك قد يؤدي إلى انسداد القساطل في المستقبل، وإذا ما أضفنا أيضاً  لهذه الريكارات انسداد الفوهات المطرية بعد أن طمرت بأكوام من الأتربة، فسنرى كيف أن معظم الشوارع تحول إلى بحيرات ومستنقعات، حيث تتجمع المياه الناجمة عن الأمطار.
3. رافق تنفيذ المشروع انقطاع خطوط الهاتف والتيار الكهربائي في بعض البيوت المجاورة لمكان العمل ولأيام عديدة، ولدى مراجعة رئيس مجلس المدينة وبيان رأيه في تنفيذ المشروع أجاب مشكوراً وأبدى ارتياحه للملاحظات المذكورة أعلاه بعد أن دونها في دفتره الخاص ووعدنا أنه سيناقشها مع المعنيين وذلك بحضور المهندس المشرف على الدراسات الفنية الذي لخص رأيه في تنفيذ المشروع قائلاً:
  هناك سوء وتلكؤ وتباطؤ في تنفيذ المشروع وخاصة فيما يتعلق بتجهيز الريكارات لعدم توفر ورشات صب البيتون المسلح للريكارات، إذ أن المشرفين على تنفيذ المشروع من جانب المتعهد لا يتفقون مع هذه الورشات بخصوص الأسعار، وأضاف أيضاً:  أنه تم إعادة تزفيت شارع دون علمه لكونه مخالفاً للمواصفات والشروط الفنية، وأنه سيرفض ذلك وسيعيد التزفيت مستقبلاً.
إن المواطنين يرون أن هناك سوءاً وإهمالاً في التنفيذ، وتباطؤاً وتلكؤاً في إنجاز المشروع، كما يوجد نقص في ورشات العمل وفي آليات ردم الأتربة، ويتساءلون من يتحمل المسؤولية، الجهة التي تقوم بالتنفيذ أم المهندسون المشرفون على تنفيذه، أم كل الجهات المعنية في هذا المجال؟؟

• إن الوضع العام في المدينة يتطلب إنجاز ما يلي دون أي إبطاء:
- إعادة تأهيل الفتحات الفنية (الريكارات) وتغطية النقص الحاصل في أغطيتها.
- إزالة الأتربة، وفتح الشوارع..
- تزفيت وإعادة تزفيت الشوارع التي أفسدتها الحفريات وفق الشروط الفنية..
أخيراً، إذا كانت الكارثة التي حلت ببعض مدن وقرى محافظة الحسكة نتيجة الهطولات الغزيرة هي من عمل الطبيعة من جهة، ومن إهمال السلطات المحلية من جهة أخرى.. فإن ماحصل في عامودا نتيجة تجديد شبكة الصرف الصحي هي من فعل بعض البشر الذين لا يفكرون إلا في أرباحهم ضاربين بعرض الحائط مصالح المواطنين وسلامتهم وراحتهم..

معلومات إضافية

العدد رقم:
285