«مقطع الشاهر» قرية من العصر الحجري
تبعد قرية «مقطع الشاهر» 10 كم من مدينة حلب على طريق المسلمية جانب مخيم حندرات للاجئين الفلسطينين حيث يقطن حوالي 3000 نسمة من ذوي الدخل المحدود.
القرية لا تتمتع بالخدمات اللازمة التي تمكن المواطن من عيشة متحضرة، فالقرية أشبه بإحدى قرى العصور القديمة.
فمنازل القرية كلها منازل تتكون من طابق واحد أو طابقين بعضها مرخص وبعضها غير مرخص وجميع هذه المنازل متصدعة وقابلة للسقوط السبب هو سوء التصميم والبناء إضافة إلى المقالع المجاورة للمنطقة التي معظمها تواجد في المنطقة منذ 15عاماً فعمال المناجم يستخدمون المتفجرات مما يؤدي إلى أهتزاز الأرض وتصدع جدران المنازل. أبو حسن (منزل أخي بني في العام الماضي، الآن يقوم بترميم المنزل بسبب التفجيرات التي تحدث في المنطقة ويدفع تكاليف أضافية وأكثر من طاقته).
أضرار المقلع لا تتوقف هنا فالمقلع يسبب الذعر عند التفجير والتلوث الغباري في القرية إضافة لأصوات الشاحنات القادمة للمقلع. زكريا أحد شبان القرية (المقلع أدى إلى تخريب القرية بالكامل من تلوث غباري وضجيج الشاحنات لا ينقطع ليلاً ونهاراً وإزعاج أهالي القرية بسبب المتفجرات التي تؤدي إلى تشقق جدران المنازل والوضع من سيئ إلى أسوأ) شوارع القرية غير معبدة فهي شوارع ترابية وضيقة لا تصلح لمسير السيارات ماعدا الطريق المؤدي إلى المقلع فهو الطريق الوحيد المعبد ويمكن أن يكون على حساب أصحاب المقلع. قاسم (القرية في الصيف رملية وفي الشتاء لا يمكن المسير أبداً فالطين يغمر الأرجل للركب).
النظافة في القرية معدومة والصرف الصحي ليس له أثر في القرية مما دفع سكان القرية للاتفاق مع أحد المتعهدين لتمديد شبكة للصرف الصحي فتكلف كل منزل بدفع مبلغ بقيمة 2500ل.س وما فوق.
أما الأوساخ في القرية فحدث ولا حرج فلا تواجد لعمال التنظيفات ولا لحاويات القمامة عدا الروائح الكريهة التي تصدر من الحيوانات ومن المعامل التي تواجدت في القرية منذ أكثر من 10 أعوام كمعامل الصباغة والدباغة وغيرها هذه العوامل أدت إلى تكاثر الذباب في القرية بكثرة والجرذان والفئران فمرض (اللاشمانيا) منتشر في القرية بشكل فظيع وكذلك مرض الربو بسبب المقلع. الشاب محمود (كل منزل دفع حوالي 2500 ل.س من أجل الصرف الصحي لأن القرية تعاني كثيراً من الأوساخ والروائح والأمراض).
أما الكهرباء فهي موجودة في القرية ولكن ضعيفة، السبب الذي ذكره لي أهالي القرية هو الأسلاك التي أصبحت تالفة أما السبب الأخر فهو قيام المعامل بتركيب ساعات كهربائية صناعية تقوم بسحب الطاقة الكهربائية من معظم منازل القرية أما الشوارع فالإنارة معدومة بالكامل.
سألت أهالي القرية عن المستوصف والمخفر القرية ليس فيها مستوصف ولا مخفر، فأقرب مستوصف هو الموجود في المخيم المجاور للقرية أو مشفى الكندي الذي يبعد عن القرية حوالي 5 دقائق. أما بالنسبة للمخفر فهو بعيد جداً عن القرية ففي كثير من الأحيان تحدث مشاجرات بين أهالي القرية فأما أن تأتي الشرطة متأخرة أو لا تأتي أبداً فأهالي القرية يسمعون بين الحين والأخر بعض أصوات إطلاق الرصاص دون معرفة السبب ودون تواجد لرجال الشرطة .
اما الكلاب المسعورة والمتشردة فهي متواجدة في الأزقة وشوارع القرية وبكثرة في الليل مما يضطر أهالي القرية إلى عدم الخروج من المنازل خوفاً من هذه الكلاب. عبدو (في الأسابيع الماضية قام أحد الكلاب بعض أحد أطفال القرية ولكن والولد لم يتأذ).
أهالي القرية قاموا بتقديم شكاوي كثيرة إلى مجلس البلدية وإلى المحافظة دون جدوى وجميع هذه الشكاوي لم يتم الرد عليها قال لي عدد من سكان القرية الرد على جميع الشكاوي التي تم تقديمها للمحافظة عن هذا الوضع المتردي في القرية هو أن القرية مخدمة بشكل جيد من تعبيد للطرقات ونظافة.. إلى آخره من الخدمات الإنسانية ولكن العكس هو الواقع. أحمد (القرية من سيئ إلى أسوأ ويئسنا من جميع الشكاوي التي قدمت للمحافظة وأن جميعها حبر على ورق).
فسكان هذه القرية يتمنون أن هذه الأوضاع التي تسود في هذه القرية أن تتغير وأن تستجيب الجهات المسؤولة لمطالبهم التي تكاد تكون بسيطة!!.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 229