خط «اليرموك» وتوابعه.. إلى «البوابة» فقط!

فما إن تسأل أحد ساكني مخيم اليرموك أو الحجر الأسود أو التقدم إلى أين يقصد، حتى يكتفي بإشارة من يده بحركة دائرية قاصداً أول المخيم، وهي الحركة ذاتها التي يستخدمها سائقو السرافيس ليشرحوا للراكب وهم يقودون دون أن يقفوا أو يلتفتوا إليه فيتعطل حالهم ويضيع رزقهم، عن آخر مكان يصل سرفيسهم إليه، وهو منطقة البوابة المشرفة على بداية المخيم، حيث يلتف معظمهم منها ويقفلون عائدين محملين بسفرة أخرى وبوقت قصير جداً، ليتجاوزوا صراحة خطهم النظامي الذي يفرض عليهم الوصول إلى البرامكة.
في مخيم اليرموك وسواره العمراني، يخرج المواطن موظفاً كان،أم طالباً، أم عاملاً، ممن يستلزم مكان عمله ركوب وسيلة نقل، وهو يدعو الله وبقلب خاشع يحدوه الأمل أن يرزقه، ليس قوت يومه ولا اجتياز الامتحان بنجاح، ولكن أن يجد سرفيساً يصل إلى نهاية خطه، وألا يضطر آسفاً إلى استئجار سيارة أجرة يكلفه عدادها وطمع سائقها وإصراره على الإكرامية، نصف ما قد يجنيه في ذلك اليوم، أو يركب سرفيسين وتصير الأجرة مضاعفة ويصل إلى عمله أو مدرسته وجامعته متأخراً، ويكون قد (خسر العنب وفوقها أكل قتلة من الناطور..!).
فقد تمر الدقائق والساعات، وربما الأيام وهذه ليست مبالغة، والمواطن يقف على قارعة الطريق منتظراً أن يمر سرفيس ولا يقوم سائقه بتلك الحركة إن مد يده طالباً الركوب، ولو كان ممتلئ على آخره فلا يهم .. المهم الوصول ولو (عربشة)، فأغلب السرافيس (إلا من رحم ربي) لا يكاد يعدو كونه وسيلة نقل داخلي ضمن حدود المخيم، علماً بأن التخديم النقلي كبير جداً في تلك المنطقة، وإلى كل أرجاء مدينة دمشق. فشارع اليرموك يحتوي خطين هما: (الكراجات، وأوتستراد المزة)، وكذلك شارع فلسطين، إضافةً لمرور خط (ببيلا - يلدا - برامكة) منه، وشارع الثلاثين يمر فيه خط (التقدم – برامكة، والحجر الأسود - برامكة)، ناهيك عن حركة باصات النقل الداخلي المستحدثة الموصلة إلى سوق الحميدية، وإن طاشت النخوة في رؤوس الرجال واصطدموا مع السائق، فما يكون من السائق إلا الجواب التالي: (روح اشتكي)!! وإن غامر المواطن ودب به الحس الوطني، دافعاً إياه لتقديم شكوى إلى المرور، فيفاجأ بالجواب التالي: (قدم شكوى وبيصير خير)، وتمر الأيام والشهور وسائق السرفيس المشتكى عليه يسرح دون أن يطاله القانون لأسباب نعرفها جميعاً، اللهم والحق يقال، باستثناء بعض الحملات التي نفذتها الضابطة المرورية إبان البدء بتطبيق قانون السير الجديد، وبعض الحملات الموسمية!
واليوم، وقد بدأ موسم امتحانات الطلبة في الجامعات والمعاهد، وخصوصاً الشهادتين (الإعدادية والثانوية) المحددة لمصير الطالب المستقبلي، باتت الحاجة ملحة جداً لوضع حدّ وعلاج رادع لهذه الحالة المستنزفة للوقت والمال والتفكير أيضاً. فلا يعقل أن يخرج الطالب من بيته قبل الامتحان بساعتين أو ثلاث ليضمن الوصول بفارق زمني ضئيل قبل موعد الامتحان، ولا يضطر إلى دفع المبلغ المرقوم ذهاباً وإياباً.
السادة المسؤولون في إدارة المرور، مصير الأولاد والعمال والطلاب في أيديكم.. والمطلوب هو التحرك الفوري لتصويب الأمور..