التنمية.. والقشّاطة العتيقة

فرح أهالي دير الزور بوصول أول قشاطة إسفلت في تاريخ المحافظة، لكن فرحتهم لم تتم، إذ سرعان ما تبين أنها عتيقة ومستعملة وقدراتها محدودة من خلال باكورة أعمالها في أحد أهم شوارع المدينة وأكثرها ازدحاماً،

وهو شارع التكايا (صلاح الدين)، الذي لم يمض على تزفيته سوى أشهر بعدد أصابع اليد الواحدة، وانطبق عليهم المثل: جاء ليكحلها فعماها، إذ أن القشاطة تركت مسافة 50 سم بجانبي الرصيف لم تصل إليهما، واصطدمت بالمستويات المتعددة لفتحات الصرف الصحي الإسمنتية (الريكارات) وبمستويات الشارع المختلفة، والفتحات المطرية الخفية، فكأنك يا أبا زيد ما قشطت!؟
وقد مضى شهر على قشط الشارع ولم يتم تزفيته، وهذا ما أدى إلى تراكم العجاج وتحوله إلى طين بسبب السيلانات المائية مما زاد الطين بلّة.
 وإذا تناولنا الأرصفة الموازية سنجد أنها لا تقل مأساويةً عن الطرق في مستوياتها، ولن نتحدث عن إشغالها، فبعضها تقفز إليه بمستوى درجتين أو ثلاث، أو العكس، وبعضها تتزلج عليه لأنه مكسو بالبلاط أو السيراميك بشتى الألوان، وبعضها تضطر للغوص في مستنقعاتها المائية الآسنة!! ورغم كلّ ذلك نستبشر خيراً وهو أن مرحلة قشط الشوارع قد بدأت، بعد مراحل الحفر التخريبي المتكرر بعد التزفيت العشوائي، وكلّه كان هدراً لأموال الشعب والوطن. وهنا نتوجه بالسؤال إلى مجلس المدينة: لماذا التأخير في التزفيت، فما نخشاه أن تُعطى الطرق لمتعهدين مفسدين من ذوي الحظوة لدى المسؤولين الفاسدين؟ ولعل السؤال الأهم  نوجهه للسيد المحافظ وللمسؤولين الكبار في البلاد وهو: إلى متى يستمر هذا الارتجال؟ وهل هذه هي التنمية الموعودة للمنطقة الشرقية؟ فلو خصص من كل برميل نفط منتج منها على الأقل، نصف دولار لها كما في بقية بلدان العالم، واستثمر بشكل صحيح ولم يختف في الجيوب ذات الثقوب السوداء، لأصبحت جنّةً، وخاصة لوجود نهر الفرات وكل الخيرات فيها! وإلى متى سيستمر المواطنون في تحملّ الفاسدين والمفسدين أعداء الشعب والوطن معاً!؟

معلومات إضافية

العدد رقم:
412