تمّام اسحق تمّام اسحق

المرّانة.. اعتداء سافر على الطبيعة

تقع قرية المرانة على الطرف الجنوبي لجبل الحلو، الذي ترتفع قمته لأكثر من 1000م عن سطح البحر. وتتميز القرية بإطلالتها على سهول العريضة السورية اللبنانية والسلسلة الجبلية الشرقية  للبنان من جهة الغرب، أما من جهة الشرق، فينبسط أمامها سهل الحولة الواسع، وهذا الموقع المميز يجعل من هذه القرية مصيفاً لطيفاً فيما لو تم تخديمها بالشكل اللائق والمناسب.

الفلاحون في هذه القرية حولوا الأراضي الجبلية الوعرة التي يمتلكونها إلى غابات من الأشجار المثمرة كالتفاح والخوخ والمشمش والدراق، حتى أصبح إنتاجها من الفواكه العالية الجودة كبيراً جداً، نتيجة التربة الجيدة والمناخ المؤاتي للزراعة.  وبالرغم من كل هذه المواصفات الطبيعية الرائعة، أصرت البلدية والخدمات الفنية بحمص على وضع مكب القمامة بشكل عشوائي وبدائي غرب القرية، دون مراعاة أية شروط فنية، وقد سئم الأهالي وأصابهم اليأس من المراجعات المتكررة للخدمات الفنية والبلدية لنقل هذه البؤرة من غرب القرية إلى مكان آخر أقل ضرراً وتلويثاً، كون الرياح الغربية وهي الأكثر هبوباً في المنطقة، تحمل إلى القرية دخان حريق القمامة وروائحها، مما يؤدي إلى تلوث دائم للمناخ.
ويقترح الأهالي أن تقوم الخدمات الفنية بإنشاء مكب قمامة بشروط فنية لمنع النيران من الامتداد إلى الأراضي والأشجار المثمرة، ولكن حتى الآن، لا حياة لمن تنادي..
من جانب آخر فإن الطريق الذي يصل قرية المتعارض  بقرية المرانة، نصفه قد تم إنجازه منذ نحو عام، والنصف الآخر حولته الأمطار الغزيرة التي تهطل وتنزلق من الجبال، إلى خنادق، مما يتسبب بحوادث كثيرة، علماً أن هذا الطريق رئيسي وحيوي، يربط مشتى الحلو بالمرانة – المتعارض - حمص.
إننا – في قاسيون - نطالب الجهات المسؤولة  في محافظة حمص بإنصاف هذه القرية عبر تحقيق مطالب أبنائها، خصوصاً أن معاناتهم تتركز في قضايا تمس حياتهم ومعيشتهم ومصالحهم بشكل مباشر..

معلومات إضافية

العدد رقم:
412