فلاحو الرقة بين القوارض الحيوانية.. والبشرية!

لم تنته معاناة الفلاحين من فئران وجرذان الليبرالية والفساد التي قرضت إنتاجهم وعائداتهم في الذرة الصفراء وغيرها، وحرمتهم من متعة الاكتفاء والحياة الطبيعية، حتّى هاجمت حقولهم ومزروعاتهم وحيواناتهم، القوارض الحيوانية من فئران وجرذان، التي باتت اليوم تشكل خطراً كبيراً عليهم. وهذا ليس تهويلاً أو خيالاً كأفلام النحل أو النمل القاتل.. بل حقيقة واقعية.

فإذا كان أهالي العاصمة قد اعتادوا رؤية هذه الجرذان وهي تتراقص في الشوارع وقرب فتحات المجاري والصرف الصحي، فإن فلاحي الرقة يعتبرون ذلك خطراً جديداً يهدد أرزاقهم ومواشيهم.. وحتى حياة أطفالهم، فقد أكد لنا العديد من الفلاحين، ومنهم الفلاح علي أبو ثائر من مزرعة ربيعة، أن الجرذان هاجمت حظيرة المواشي الموجودة قرب منزله، وقتلت عدداً من مواليد الماعز عبر أكل أظلافها حتى العظام، وكذلك بات مصير الصيصان والدجاج والبيوض والأعلاف.. يقول أبو ثائر: «لقد استعملنا كافة السبل لمكافحة القوارض ولم نستطع القضاء عليها، وبات بعض الفلاحين يخافون على أطفالهم ومواليدهم منها».
وتوجهنا لبعض الفنيين الزراعيين ذوي الخبرة والمتابعين للحقول، وكذلك البيطريين الذين أكدوا أن كثرة الفئران والجرذان في هذا العام لها أسبابها المباشرة وغير المباشرة ومنها :

• تعاقب زراعة محصول الذرة الصفراء لأكثر من موسم في الأراضي ذاتها.
• عدم وجود دورات زراعية.
• ضعف التقيد بالخطط الزراعية، وسوء التخطيط عموماً.
• سوء مكافحة القوارض، أو عدم المكافحة كلياً..
وأشاروا أيضاً في هذا الجانب إلى انتشار نبات الباذنجان البري بجانب المصارف والمراوي والطرقات الزراعية، وهو يجذب القوارض،  ويخشى من امتداده إلى الحقول الزراعية إذا لم يُكافح بجدية وسرعة وخاصةً أنه سريع الانتشار.

• ارتفاع أسعار أدوية المكافحة وعدم توفرها، والخوف من عدم استعمالها بشكل جيد.
يتبين مما سبق، أن تفاقم هذه المشكلة ما كان ليتم  لو أن الجهات المسؤولة قامت بواجبها الوظيفي على الأقل، إذا لم نقل الوطني والإنساني، وخاصة مديرية الزراعة التي يقع على عاتقها إعداد وتنفيذ ومتابعة الخطط الزراعية والمكافحة والارشاد، إرشاد الفلاحين وتوعيتهم، وزيارتهم الميدانية في حقولهم بدل الجلوس في المكاتب أغلب الأوقات.
يطالب الفلاحون بالقيام بحملة مكافحةً وتوعيةً واسعة للقضاء على هذه القوارض ونبات الباذنجان البري، ومواجهة ومكافحة فئران وجرذان الليبرالية والفساد التي لا يقل خطرها عن سابقتها وإنما يزيد، في تهديد مصالح الشعب والوطن ككل.

معلومات إضافية

العدد رقم:
413