مرضى الكلية بين الروتين.. والموت!
يعاني مرضى الكلية الأمرين قبل حصولهم على الأدوية المجانية التي تقدمها وزارة الصحة لهم، والتي لا تعطى أصلاً إلا عبر صيدلية الوزارة. ولكن كثيراً ما يتأخر توزيع هذه الأدوية على الصيدلية المذكورة، علماً أنه يصلها بكميات محددة بدقة حسب حجم الطلب، مما يتسبب بحدوث حالات عديدة من الوفاة، وخاصة في صفوف المرضى الذين خضعوا لعمليات زرع الكلية، كون هؤلاء الواهنين يحتاجون إلى ما يقارب الثلاث علب من هذا الدواء خلال فترة شهر أو أربعين يوماً كأبعد حد، بعد إجراء عملية الزرع، ويستمرون في أخذه مدى الحياة.
ومن الجدير ذكره أن هذا الدواء موجود في جميع الصيدليات، ولكن ثمن العلبة الواحدة منه يصل إلى نحو 16 ألف ليرة سورية فقط لا غير!!! وبالتالي فإن أي تأخير في إيصاله إلى صيدلية الوزارة، وهو الذي كثيراً ما يحدث وخاصة في الفترة الأخيرة، يجبر المرضى على شرائه من هذه الصيدليات، وهذا أمر ليس باستطاعة معظم المرضى القيام به طويلاً..
إن حياة مرضى القصور الكلوي معلقة بحبل هذا الدواء، وهذا الدواء معلق بحبل الروتين السائد في وزارة الصحة ومعظم مؤسساتها، والروتين السائد معلق بالترهل الإداري والبيروقراطية القاتلة، فأية دوامة هذه التي يغرق بها المواطنون السوريون المرضى منهم، وما بقي من أصحاء؟
قليلاً من الرفق بالمرضى، فليس أمراً بسيطاً أن تصبح الحياة على هذا المستوى من مقاربة الموت..
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 431