فلاشات... الوجه الآخر لأحداث القامشلي
هل إنكار وجود مشاكل يلغي وجودها؟ أم أننا بحاجة إلى النظر في أوضاعنا من الداخل دون اتهام الخارج دوماً بأنه سبب كل مصائبنا، ربما يكون الخارج أقذر مما نتخيل لكن الحصانة الداخلية تكتسب فقط بتقويتنا وحل مشاكلنا وإزاحة الضغوط الداخلية المتمثلة بالفقر والتهميش والحرمان، وعدم الاكتراث لمعاناة الناس على اختلاف فئاتهم. كيف جرى تمتين اللحمة الوطنية؟ من أين أتت الغوغاء؟ هل حقاً لا توجد مشكلة؟
ذعر الفقراء من بطش العشواء
● لم يجد سردار مكاناً يختبئ فيه سوى خزان الماء على سطح منزله لكن يبدو أن خبرته في لعبة القط والفأر ضعيفة حيث تضاريس المنطقة كمدرجات جعلته مكشوفاً للواقفين على سطح الجيران عندما رفع رأسه مستكشفاً من فتحة الخزان.
● لسامية خبرة طويلة في لف السندويش للأطفال لكنها هذه المرة لفت زوجها في لحاف وكدسته مع باقي اللحف... هذه ليست جريمة قتل بل محاولة لإنقاذه من العشواء.
● فاز علي بسباق المسافات القصيرة في سباحة الأنهر السريعة بعدما قطع بردى سباحة في منطقة الرز من الضفة الغربية إلى الضفة الشرقية وكان الدافع لفوزه أعين المراقبين للسباق وتم تتويجه في كامل ملابسه المبلله في مكان آخر.....
● انتقلت عدوى التنكر من السيرك الصيني إلى سيرك وادي المشاريع بعدما تم اكتشاف صلاح متنكراً في ثياب زوجته ونائماً بين الأطفال ولكن حجمه الضخم كشف عملية التنكر واضطر للذهاب مع رجال مكافحة التنكر.
● أمضى رضا أيام العاصفة مختبئاً في سقيفة منزله آكل شارب نايم بسبب عدم استتباب الأمن في الطوابق السفلية.
● استطاع بعض المكتشفين من العوجاء اكتشاف استعمال جديد لأكوام القمامة المتراكمة قرب منازلهم فاختبأ أحدهم بين أكياس النايلون وتحت طبقة من أوراق الشجر والبقايا المنزلية لكن حربة أحد البنادق خربت اكتشافه ولم يعد صالحاً للتسجيل في سجلات الاختراعات.
● يبدو الموت أهون مما توقعه سمير في النزهة التي دعي إليها لذا قرر التهديد بقتل نفسه أمام عائلته إن أجبر على الذهاب.
● اختبأ أبا حسن في الداخل كي تعرض عليهم أم حسن ابنها ذو السبع أعوام حسن على أنه الذكر الوحيد الباقي في المنزل.
الإرهاب المصنّع محلياً
● إن التعليمات الموجهة لإحراق مخازن الحبوب تجعل القمح الأمريكي يقفز إلى أذهاننا مباشرة في محاولة لكسر أمننا الغذائي الذي نعتز به.
● ليست غوانتانامو، ولكن مئات المدججين يدلونك أنك وصلت للمدينة الجامعية.
● إنها ليست المخيمات المحاصرة ولكنها وادي المشاريع ودمر الرز ومزة 86 المحاصرة وأربعة منازل في سبينة بتهمة سكن أفقر الأكراد فيها.
● خرج حوالي أربعمائة شخص في مظاهرة في وادي المشاريع يوم 13 آذار تبين فيما بعد أن فيها خمسة عشر شخصاً فقط من أبناء المنطقة والباقي من «الغرباء».
انفصام شخصية
● يعاني عمر من شيزوفرينيا حادة تجعله يخرج في اليوم الأول مع الغوغاء وفي اليوم التالي مع من يدينها.
● شوهد أحمد يحمل الخليوي مساعداً في توجيه حركة التخريب والحرق ومديناً هذه الحركة ذاتها بعد يومين في مقابلة تلفزيونية.
● أصدر أبو سلمان بياناً على الانترنت يشجع استمرار الفوضى، كما ادعى أنه يشارك في المساعي الوطنية لوقف هذه الأعمال.
● قام بعض ممثلي الأحزاب الكردية المتطرفة في بعض العواصم الأوربية بتشويه صورة الأكراد في سورية وتصويرهم على أنهم وراء الحدث وتابعت أحد الفضائيات التابعة لتلك الأحزاب الأحداث دقيقة بدقيقة.
● لقد كانت مناسبة طيبة لإخفاء السرقات والنهب من المؤسسات الحكومية الذي تجاوزت خسائره كل ما نتوقعه في تلك المؤسسات.
● من الغريب تأكيد الإعلام على الشخصية المزدوجة لفاعلي الحدث فهم «الغوغاء» و«الجزء العضوي» من المجتمع السوري، ما هو الخط الفاصل؟ ربما يكون التهميش والفقر.
● رفع بعض الأشخاص أعلاماً أمريكية وشعارات تهتف لبوش، يبدو أن هناك أصابع تلعب بالبعض كالدمى المتحركة.
كرامة الوطن والمواطن
● المداهمات لم تشمل فقط اعتقال الأشخاص ولكن تم استغلالها من البعض الآخر لسرقة بعض ما خف حمله وغلا ثمنه من منازل الفقراء الذين حلموا طويلاً بشراء ما يملكونه.
● لماذا طال التخريب العديد من الممتلكات العامة التي تخدم أبناء محافظة الحسكة كالبلديات والمراكز الثقافية والمستشفيات والمدارس؟. يبدو أن المقصود تسريع تدهور المنطقة بقصد التجهيل والتهميش وتحوير الموقف الوطني لكل أبناء المنطقة.
● يتم توزيع شهادات «وطني» أو «غير وطني» حالياً من قبل البعض وذلك بعد فحص دقيق يتم على أيدي أهم الخبراء.
تعزيز اللحمة الوطنية
إطلاق سراح المعتقلين الأبرياء ضرورة وطنية
إعادة المفصولين من الجامعات بتهم سياسية
● يبدو أن القيام بـ «أعمال ذات طابع سياسي» أصبحت تهمة يمكن من خلالها فصل الطلاب من الجامعات وكأن حياتنا خارج إطار التاريخ والسياسة. فمن أجل تفويت الفرصة على مهندسي اللعبة، وهي خطيرة، لا بد من حل المشاكل العالقة في محافظة الحسكة، ووقف الاعتقال العشوائي والإسراع في كشف ملابسات الأحداث، وكشف الذين خططوا ونفذوا، ومدى مسؤولياتهم من أية جهة كانوا.
● استغرب بعض المحللين السياسيين هذا التزامن الملفت للنظر بين تصعيد الضغوط الخارجية على سورية والأحداث الهادفة إلى الضغط الداخلي وكأن مهندس اللعبة واحد.
● خبأت عائلة من دير الزور ثلاث فتيات من القامشلي خشية عليهن من الفوضى وأوصلهن صاحب المنزل إلى ذويهن واحدة واحدة في اليوم التالي دليلاً على روح التضامن التي تفوق أي روح أخرى قادمة من الغرب.
● أثناء أحداث الشغب التي تبعت مباراة كرة القدم خبأ العديد من أهالي القامشلي ضيوفهم من مشجعي فريق الفتوة في منازلهم حماية لهم من الفوضى العارمة التي اجتاحت المدينة.
● لمحت بعض الأحزاب المعروفة بارتباطاتها إلى أن الأحداث كان من المفترض أن تجري في عيد النيروز ولكن حدث خطأ في التوقيت مما يؤكد أنها مخططة مسبقاً في مطابخ السياسة الأمريكية.
● باءت كل الجهود الخارجية الحثيثة لإذكاء روح العنصرية القومية بالفشل لأن التاريخ المشترك أقوى من المصالح الحالية، فالعديد من الأسر خبأت الهاربين من طيش العشواء، غير معترفين بما يتم فرضه عليهم.
● إن إنكار المشكلة لا يلغي وجودها بل يفقد من ينكرها مصداقيته كما حصل مع وزير الداخلية ومدير وكالة سانا وغيرهم عندما أنكروا وجود سوريين محرومين من الهوية.
● صدرت بيانات عديدة في واشنطن ولندن تؤيد ما حدث وتدافع عن «الديمقراطية» المنشودة في سورية، وكأن السوريين لا يعرفون كيف يطالبون بها بأنفسهم، أو كأنهم بحاجة إلى مدافع أمريكي أو بريطاني عن الديمقراطية على الطريقة المتبعة حالياً في العراق.
ولا زال حتى وقت كتابة هذه السطور آلاف من المشكوك بغوغائيتهم في السجون، والحملة مستمرة من الخارج لتأجيج الموقف.