أمريكانا عربية 100 في الـ 100!

لفت نظري منذ أيام قليلة، أن فضائية عربية تفوح من برامجها رائحة النفط، موجهة إلى الأطفال-حصراً-قدمت إعلانا مهماً، عن إنتاج(علكة) تاريخية-حديثة عالية المواصفات، إسمها الكامل«أمريكانا»-عربية مائة في المائة،إحساساً من الأخوة الأمريكان أو منتجيها، بأنها المطلب الأكثر أهمية لأطفالنا التعساء....!!

حقاً، لقد استغربت كيف أنه تم إضافة إسم أمريكا إلى ضمير الجماعة-نا-، بل وأنها عربية مائة بالمائة، لفتة جديدة تتحدث عن العلاقة بين العروبة وأمريكا، رغم أن كلمة أمريكا كفيلة بأن تدب القشعريرة فوراً في جسد كل إنسان، يدرك ما قامت به هذه المخلوقة الرعناء من دور عبر التاريخ بحق الشعوب الحرة قاطبة,ولا حاجة للجوء هنا الى مسرد لتأكيد مثل هذا الكلام، الذي نعد جميعاً الشهود عليه....!

ولعل ما خفف من استغرابي هذا، هو أنني قرأت منذ يومين أيضاً خبراً يبين أن جورج دبليو بوش، أشرف شخصياً على تخصيص ملايين الدولارات، بغرض فرض كتب معينة للمطالعة على مكتبات المدارس في الشرق الأوسط، خلال العام الدراسي المقبل، تركز على بعض الجوانب المهمة في تشكيل ثقافة طفلية موجهة، تتناسب والعصر العولمي...! هذان الموقفان-برأيي- كافيان، لأن نوقن جميعاً بان شيئاً ما يجري، بحق، ولا سبيل لمواجهته،إلا بإعادة ترتيب الداخل وعلى نحو مغاير لما هو عليه،وإطلاق الحريات العامة، ومعالجة واقع معاناة الجماهير العريضة بكل عقلانية، وحكمة، وتوزيع الثروات عليها بعدالة، من خلال اعتبار كل أبناء هذه البلدان مواطنين من درجة واحدة، ونبذ ممارسة الاستبداد والعنف مع أصحاب الرأي، بل وحل المشاكل الرئيسة العالقة في المنطقة، (كالمسألة الكردية....إلخ) دون التعامي إزاءها، أو الإلتفاف عليها بوضع حلول تحذيرية، لتكون هذه الإجراءات مقدمات أولى-لعدم ترك أية ثغرة أمام أية مطامع خارجية.....

 

■ ا . ي