اللباس المدرسي.. عبء جديد.. ولون يزيد «عمال القمامة»!

جاءت بداية العام الدراسي الجديد حاملة هم عبء جديد قاس ألقي على كواهل المواطنين من أصحاب الدخل المحدود لتزيد معاناتهم.. وكأن المخططين لتطوير الواقع التعليمي والتربوي حريصون كل الحرص على إعطاء وصفات لاتأخذ واقع الناس بعين الاعتبار أو كما يقال (يخططون من أبراج عاجية) لأناس لا يشاركونهم صعوبة الأوضاع المعاشية.

فقد توجه أطفالنا الأعزاء إلى مدارسهم يوم الإثنين الخامس عشر من أيلول فرحين بالعام الدراسي الجديد، ولكن لم تكتمل فرحتهم إذ تحملت أسرهم ذات الدخل المحدود التي لا مورد لها مالياً لها سوى الراتب الذي تتقاضاه من الدولة، أعباء إضافية هذا العام جراء القرار الذي أصدرته وزارة التربية باستبدال اللباس المدرسي للمرحلتين الأساسية والثانوية بلباس جديد دفعة واحدة. إن وزارة التربية كان بإمكانها حصر استبدال لباس الذكور دون الإناث أو بالعكس أو حصره بمرحلة دون أخرى أي استبدال المرحلة الأساسية هذا العام وتأجيل المرحلة الثانوية إلى العام الدراسي القادم، وبذلك تكون قد خففت عبء ذلك نسبياً على الأسر ذوي الدخل المحدود. 

وعلى ما يبدو فإن وزارة التربية لم تفكر بالآثار الاقتصادية على الأسر السورية وكان الأجدر بها أن تفكر بإعانة مادية تخفف عنهم عبء الاستبدال وكذلك التعاقد مع شركات القطاع العام لتصنيع اللباس المدرسي بأسعار معقولة كشركة سندس مثلاً.

وأخيراً نتساءل: من المستفيد من قرار الاستبدال؟ الحقيقة لم يستفد منه سوى التجار الذين سارعوا إلى طرح كميات كبيرة من اللباس المدرسي المصنع من أقمشة رديئة وبأسعار باهظة لا تناسب دخول المواطن ذي الدخل المحدود.

والمواطن يتساءل ـ ومعه كل الحق ـ لماذا جرى التغيير الكلي لثياب طلاب المدارس. هذا التغيير الذي طال الألوان (وعلق أحدهم على اللون قائلاً: لقد زادوا عدد الزبالة)؟ رغم ما ترتب عنه من إرهاق لجيوب المواطنين التي لا طاقة لهم أصلاً على تحمل المزيد ـ مهما تضاءل ـ أهكذا يكون التطوير يا وزارة التربية؟!

 

■ علي عيسى