عبدي يوسف عابد عبدي يوسف عابد

دردشات ذات المؤهلين

قاعة الانتظار في مديرية إحدى الشركات، غصت بالمتباريات المنتظرات دورهن للمثول أمام لجنة الفحص والقبول، بأمل الفوز بوظيفة سكرتيرة، تتقن اللغة الإنكليزية على الأقل.

كل واحدة منهن كانت تحمل إضبارة وثائقها، تدخل وتخرج من غرفة اللجنة، وهي تتفاءل بالفوز بالوظيفة، لاسيما منهن التي تتقن أكثر من لغة أجنبية وتجيد العمل على الحاسوب.

 

دخلت فتاة رشيقة القوام، ذات حسن وجمال مميز، ترتدي ميني جيب اقصر من القصير.. وعندما خرجت بوجه يتهلل بشراً، أعلن الحاجب لبقية المتباريات المنتظرات:

■ اللجنة تشكر حضوركن، وتتمنى لكن فرصاً أفضل..

 بقية المتباريات وجهن نظرات حقد ومقت وازدراء جارحة كالخناجر إلى تلك الفتاة، وقالت إحداهن )حشرية) لم تستطع كظم غيظها:

■■ العز للميني.. ردت عليها بزهو:

■ حلال عالشاطر..

فجأة لعلع صوت فتاة أخرى مهدداً:

■■ شوهاد... والله لطربقها على راس اللجنة، بس ارجع رسالة التوصية لسيادتو..

علقت فتاة أخرى بخبث وصوت عال:

■ الظاهر خلفية هالبنت أكبر وأقوى من اللي قبلها. ردت عليها بتحد:

■■ صحللك؟!

صوتها العالي بلغ مسامع أعضاء اللجنة، قال رئيسها للحاجب:

■ أدخل هذه الفتاة

دخلت بخطوات ثابتة وهي تتبختر، وكانت ترتدي ميني جيب كسابقتها، وقدمت رسالة التوصية قبل الوثائق إلى رئيس اللجنة الذي انحدرت عيناه إلى أسفلها معرفة موقعها، وقال للفتاة:

■■ لقد نجحت بامتياز.

■ ومتى أداوم؟

■■ قريباً جداً.. وبلغي سيادته تحياتنا الحارة، نحن عند حسن ظنه وإشارة أوامره.

سأله زميله:

■ كيف ذلك وقد سجلنا اسم الفتاة السابقة، وقلنا لها بأنها الفائزة؟

■■ حط في الخرج، فإذا كانت الفتاة السابقة تتمتع بمؤهل إضافي واحد، فهذه  الفتاة تتمتع بمؤهلين إضافيين هامين يلفتان النظر...!