راهبات من الهند ومجانين من بريطانيا مافيا اللحوم الفاسدة اخترقت أسواقنا
في حادثة اعتبرتها الصحافة الرسمية، انتصاراً ملموساً في مكافحة الفساد، ألقت الجهات المختصة القبض على عصابة تقوم بتهريب اللحوم الفاسدة، عبر بيروت إلى المحافظات السورية، حيث تخزن اللحوم هناك في مراكز توزع بعدها على بضع قصابين (حوالي العشرين قصاباً)، لتصل في نهاية المطاف إلى معدة المستهلك المخدوع.
فرع الأمن الجنائي أوضح أن مصدر اللحوم يعود إلى الهند وبريطانيا، والسبب بسيط:
ففي الهند تعامل الأبقار كالراهبات، فلا يجوز ذبحها أو أكل لحمها، وإذا مامرضت بقرة أو نفقت، فإن التجار المتخصصين بهذه التجارة يجمدون اللحم ويصدرونه إلى لبنان ومن ثم إلى سورية.
أما أبقار بريطانيا العظمى فلحومها محظورة دولياً لاحتمال حملها لفيروس جنون البقر، لذا ترسل إلى الهند حيث تختم هناك ويعاد تصديرها وفق العملية السابقة.
والكيلو غرام الواحد من هذه اللحوم الفاسدة، لايكلف عصابة التجار أولئك، من تكاليف نقل وذبح وتخزين سوى ستين ليرة سورية، فيما يباع في الأسواق، بالأسعار المتعارف عليها لكيلو غرام اللحم أي بحوالي 220 ليرة سورية.
ويبدو أن ماعد انتصاراً وفق وجهة نظر ما، قد لايخلو من ضرب من ضروب المبالغة، فالعصابة المهربة للحوم الفاسدة، تمارس عملياتها منذ قرابة السنة، وتدخل إلى الأسواق السورية، عشرة أطنان من لحم البقر الفاسد يومياً، يوزع ثلاثة أطنان منهم في محافظة حمص، ويقومون بتوزيع الباقي في المحافظات المجاورة.
ذلك عدا المراجل التي ضبطت، والمختصة بتذويب شحوم هذه الأبقار، لاستخدامها في الصناعات الغذائية، حيث تقبع هذه المراجل، فيما يشبه حظائر ومستودعات، مخفية عن أعين وزارة الصحة، ووزارة التموين والجهات المسؤولة.
سنة كاملة وهناك من يأكل لحماً، ليس فاسداً وحسب، إنما حامل لفيروسات تنهار اقتصادات دول لمجرد إشاعة وجود هذه الفيروسات فيها.
لعل درهم «رقابة» خير من عشرة أطنان من اللحوم.