ماذا وراء نقل المنطقة الحرة من القامشلي الى الحسكة

لعل مدينة  القامشلي هي المدينة الوحيدة سورياً التي ظلت ـــ وحتى الآن دون إقامة أي معمل , أو مصنع , رغم وجود حقول النفط ــ على مقربة منها ــ وعلى الرغم من أن إسهامها في الاقتصاد السوري من الحبوب والأقطان الخ ..., يشكل رقماً كبيراً , لا يستهان به.

ومن هنا , فان النسبة العالية للعاطلين عن العمل إنما, تكمن في هذه المدينة ـــ قياساً الى نسبة عد د السكان ــ لا سيما في ظل عدم استيعاب هؤلاء العاطلين عن العمل , وفق خطط مناسبة , ولهذا فان السوال : إلام يبقى وضع أبناء هذه المنطقة على ما هو  , لا سيما وان ليس كل أبناء المنطقة من الملاكين والمزارعين وهناك نسبة عالية من أبناء المنطقة من لا يملك ثمن رغيف الخبز اليومي , ولا مورد له , ولا آفاق أو مجالا للعمل أمامه , الأمر الذي يدفع كثيرين من أبناء هذه المنطقة للهجرة الداخلية , بل والخارجية ....وهنا يصح في أبناء هذه المنطقة قول الشاعر العربي:

كالعيس في البيداء يقتلها الظما

والماء فوق ظهورها محمول

عموماً , لقد أستبشر أبناء القامشلي خيراً بعد تصريح السيد محافظ الحسكة في اللقاء الذي اجري معه , عقب زيارة السيد رئيس الجمهورية الى محافظة الحسكة ــ حيث قال : أن المنطقة الحرة ستقام في منطقة القامشلي وسيستفيد منها حوالي 4000 مواطن وهذا ما سيضع حداً للبطالة, وسيرفع من الوضع الاقتصادي لأبناء المحافظة عموماً   وهذه المنطقة بخاصة لا نريد هنا أن نذهب بعيداً في الحديث عن أن منطقة القامشلي هي التي تصلح  لاقامة المنطقة الحرة فيها بأكثر من غيرها .... , نظراً لموقعها الحدودي , ولا نريد أن نذكر بأن مدناً عربية وغربية أقيمت فيها مناطق حرة مثل بور سعيد ــ العقبة  الخ تحسنت أوضاع أبنائها اقتصاديا على نحو لافت وان إقامة مثل هذه ــ المنطقة بعد مرور ــ 50 ــ عاماً على تأسيس المناطق الحرة ( منذ 1952) وبغض النظر عما يمكن ان تؤول إليه مثل هذه الأسواق ــ على صعيد آخر ــ من إلحاق الضرر بالمنتج الوطني , وهذا موضوع آخر الا  أن نقل هذه المنطقة الحرة من مدينة القامشلي ــ إلى منطقة أخرى ــ له دلالات لا تخدم وحدة النسيج الوطني السوري على أي حال .. لا سيما وأن مسوغات هذا النقل , ضعيفة , بل غير منطقية لم تعد تلائم لغة  المرحلة..

لايختلف اثنان في هذه المحافظة بأن مدينة القامشلي  المحرك في   منطقة الجزيرة لاسباب التالية:

1_  وجود كفاءات جامعية من جميع الاختصاصات  وفنيين ومهنيين في شتى المجالات.

2 _ وجود مدينة صناعية قائمة  وكبيرة من الصناعيين المهرة وأرباب المهن المختلفة.

3_ وجود أراضي زراعية واسعة في المنطقة للاستقرار وثانياً ذات مردود اقتصادي كبير.

4- وجود منفذ حدودي مباشر على الحدود التركية ووجود دائرة الجمارك في المدينة منذ زمن بيعد.

5- وجود مناطق نفطية واسعة في هذه المنطقة التي ترفده بالعمال والفنيين  والهندسيين.

6- وجود محطتين للقطار في المدينة تنشط الأعمال الخدمية والاقتصادية وعلى اتصال مباشر مع العراق وتركية.

7-وجود مطار مدني في المدينة ويؤهل حاليا ليكون دوليا.

8- وجود أوتوستراد دولي يمر من المدينة الى العراق مباشرة وعلى بعد2كم ويقابله الأوتوستراد الدولي التركي.

9- وجود عدد هائل من المغتربين في أوربا من أبناء منطقة القامشلي والذين لديهم القدرة على الاستثمار في منطقتهم.

10- عدم وجود معامل او مصانع تابعة للقطاع العام في هذه المنطقة.

■ الجزيرة ـ ابراهيم اليوسف

 

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.