حوارات الكترونية: «صديقي البرغل»

نشرت «قاسيون» في عددها (184) الصادر بتاريخ 24/10/2002 تحت عنوان: «حوارات الكترونية.. لاتدفعوا ثمن الرصاص»!! ردود الأفعال على البريد الالكتروني لمقالة الصحفي والكاتب الاستاذ مصطفى السيد «العز للرز»..

واستكمالاً للموضوع كتب السيد مصطفى السيد المادة التالية تحت عنوان: «صديقي البرغل»:

في إطار احترامي الإستراتيجي لصديقي البرغل الذي نفخ حميتي في يوم من الأيام فزحلقني من التحليلات الاقتصادية إلى الكتابة الساخرة وما بينهما، فكتبت «العز للرز» التي صنعت ردود فعل لم يحسب قباني لها هذا الوزن.

أسجل اليوم باعتزاز لصديقي المجروش وبشهادة كل هذه الأصوات التي تحدثت حول صديقي، فقد انهالت علي رسائل البريد الإلكتروني من كل أنحاء المعمورة وأعادت عدة مواقع على الإنترنت نشر بيرق «العز للرز» على صفحاتها وتداعت أصوات وتضافرت مع صوتي ونورتني إلى مناقب استراتيجية يحملها المجروش لم تخطر ببالي، وهنا أشكر نيابة عن صديقي البرغل «أصدقاء البرغل» ولجان مقاطعة البضائع الأمريكية وموقع «أخبار الشرق» وموقع «حمص اون لاين» ونشرة «قاسيون» الدمشقية ومحطة تلفزيون المنار وصحيفة الحياة اللندنية والسيدة مريم نور على اهتمامهم بعز البرغل.

وللتلفزيون العربي السوري موصول الشكر لتبنيه موضوع صديقي البرغل واستضافته لي على فضائيته صباح اليوم الأول من رمضان المبارك الذي شرفنا مسرع الخطى كعادته كل عام فنتبادل في أوله التهاني بشفاهنا بابتسامات علنية طويلة وعريضة نوزعها في كل الاتجاهات.

ولعلنا في هذا الشهر الفضيل نعمق تهانينا بين بعضنا قليلا بهدف خروج هذه التهاني من قلوبنا وبصفاء لا تشوبه شائبة مع رجاء توزيع تهانينا بالشهر الفضيل على من تحبون.

يدخل البعض الصوم بإرادته أياماً معدودات من الصبر الجميل. ويستمر البعض في تحدي الذات متقاويا على لحظة يمس فيها الجوع بطنه, فيما يدخل أناس الشهر سباقاً تسوقياً ترتفع فيه معدلات استهلاكهم بشكل معاكس لحكمة الشهر الكريم.

وألحظ على نفسي أني أخذت من الطرفين قسطاً. فصديقي «البرغل» صاحب فضل سابق ولاحق، فهو رفيقي على السحور طوال أيام رمضان المبارك, لا يشاركه المائدة إلا كأس من اللبن وحبات من تمر وصوت الله أكبر. والدعوة مفتوحة لكم لتجريب وصفتي التي أصوم عليها منذ أكثر من ثلاثين عاماً.

أما على الإفطار فالصراحة الصراحة، النفس ليست مطواعة، فطوال العام تعجز زوجتي عن أن تأخذ مني اسم طبخة ولكنها لا تفوز بذلك. ولكن في رمضان الوضع مختلف تماماً، وثبت لي بالدليل القاطع أنني لا أجامل في مسألة الإفطار، وهذا يكلفني بضعة كيلوغرامات زيادة في الوزن, فالعزائم طوال الشهر قائمة وكأنني في مهرجان أطعمة.

فبرامج الزيارات والدعوات التي تغطي كامل أيام الشهر لا تسمح كثيراً بأن تقوى إرادتنا على ذواتنا لنتحسس إنساناً آخر مسه الجوع!

وبعد هذا التقديم الطويل أراني في وضع شديد الإحراج من صديقي البرغل، وبصراحة شديدة أنا قلت كل ما عليّ بحقك يا صديقي المجروش وليشهد الله أني كنت صادقاً وأميناً معك إلى الحد الأقصى للمدى المجدي لقلمي. ويشهد الله أنك أعطيتني دروسا جديدة لن أنساها لك في قيمة الكلمة وبصرتني وأضأت لي جوانب هامة وهامة جدا في أمانة الكلمة ومسئوليتها.

أخيراً أقول لصديقي المجروش إنك زدت حملاً على أحمالي الثقيلة وأنا كنت أعتبرك دائماً غير ذلك، ولكن تأكد من مسألة واضحة جداً, وانظر إلى أصابعك فليست كلها مثل بعضها، فالإبهام ليس كالسبابة، فالأولى لتبصم بها فتضم بها أشياء إلى أربعك الأخرى، والثانية ترفع لتنبه للحقيقة، فخلينا يا صديقي من أهل السبابة وليس من أهل الإبهام.

 

.. وسلم لي على المجدرة.