اختيار مدراء المدارس.. بين الكفاءات والمحسوبيات
تواجه المؤسسات التعليمية تحديات ومعوقات حقيقية بمختلف المستويات، ولا سيما مع بداية العام الدراسي، على صعيد تعيين الكوادر الإدارية والتربوية من جهة, واختيار مدراء المدارس وفق شروط علمية وموضوعية من جهة ثانية.
ونعلم علم اليقين أنه لا تزال هناك عدة مدارس في القطر دون مدراء حتى الآن على الرغم من بدء العام الدراسي, علماً أن معظم المختارين لتولّي الإدارات لا تتوفر فيهم شروط الكفاءة، ولذلك لابد من تسليط الضوء على الواقع الحقيقي للإدارات، والشروط والضوابط المطلوبة وتأثيراتها المختلفة:
معايير اختيار مدراء المدارس
تقع على الجهات المسؤولة مسؤولية إعادة النظر في تقويمها والبحث عن شروط وضوابط مجدية وأكثر نفعاً في تغيير النمط التقليدي الحالي، وخاصة عند وجود الخلل في تلك الشروط والضوابط التي تحدد اختيار هؤلاء المدراء كالمحسوبيات والمقابلة الشخصية الشكلية.. فمثلاً يتم تجاوز الشهادة الجامعية في العديد من المدارس، ويتم اختيار شخص للإدارة مؤهله شهادة معلم صف خاص، أو خريج معهد إعداد المدرسين.. بينما العملية تحتاج إلى ضوابط أخرى أكثر علمية ومنهجية في إعداد وتأهيل هؤلاء المدراء كحصولهم على دورات متقدمة في الإدارة ومدى إلمامهم في الأمور الإدارية والتنظيمية والقدرة على التطوير وقوة الشخصية وخضوعهم إلى اختبار تحريري... وأما غير ذلك فسيكون هذا المنصب لأفراد غير مؤهلين لا فنياً، ولا تربوياً، وبالتالي سيقعون في مطبات إدارية وتربوية ما ينعكس سلباً على أداء المعلمين والطلاب.
مدراء تحكمهم الأمزجة وانعدام الحوافز
هناك معوقات متنوعة ومظاهر مختلفة تشوب عمل المدراء، منها:
1- الازدواجية في التعامل: حيث تطبع العديد منهم المزاجية والتسلطية/ مما يفقدهم احترام الآخرين وتقدير الزملاء المعلمين والإداريين والطلاب، وخاصة البعض الذي لا يستطيع التعامل إلا وفق منطق التناقض المفتعل أو المصلحة المشتركة، وأحياناً وفق العقلية المناطقية.
2- الخوف من استخدام الحاسوب: إذا كانت الضرورة قد فرضت على الجميع منطقها بضرورة تطوير أنفسنا وأساليب عملتا من خلال الاستفادة القصوى من التطورات العلمية، فإن الواقع الميداني يقول العكس تماماً، فلا يستطيع مدراء اليوم بمعظمهم أن يتقبلوا أهمية استخدام التكنولوجيا الحديثة في التعليم بسهولة..
3- عدم وجود الحوافز: إن فقدان المدراء للحوافز المادية والمعنوية، أفقدهم الرغبة في استلام ذلك المنصب، بالإضافة إلى محاسبتهم في الأمور الصغيرة قبل مكافأتهم، مع الأخذ بعين الاعتبار ضعف صلاحياتهم التي تتزايد بالاتجاه السلبي.
الاستنتاجات الأولية للأداء الإداري:
1- تدني مستوى الكفاءة في التخطيط والتنظيم والتوجيه.
2 – ضعف متابعة تقويم أداء هؤلاء المدراء.
3- تهميش دور مبدأ الثواب والعقاب.
4- عدم بذل الجهد الكافي في تطوير الأداء الإداري في القراءة والبحث في مجا ل الإدارات المدرسية.
الحلول
تقع المسؤولية الكبرى في تأهيل مدراء المدارس على وزارة التربية من خلال إصدار برامج هادفة، وتكوين لجان إشرافية خبيرة عليهم وإجراء دورات لهم ذات أهداف واضحة ومحددة لتحسين الكفاءة وتطوير القدرات في حل المشاكل وإدارة الخلافات في فترة زمنية قصيرة, وإنزال استبيان سنوي يكشف مدى ممارسة مهام المدراء الإدارية وتفعيل مبدأ الثواب والعقاب وإجراء مسح شامل للمشكلات التي تحد من مستوى الكفاءة الإدارية ومعرفة العوامل التي تؤثر فيها.
■ عابدين رشيد