عمل إبداعي.. وإجراءات خطيرة
إذا كان الخلل قد أصاب التوازنات الاقتصادية، والذي تجسد في نمو القطاعات الخدمية بمعدلات تفوق معدلات نمو القطاعات السلعية وزيادة الإنفاق والاعتماد على المساعدات الخارجية في تمويل الاستثمار وغير ذلك، فإن التوازن قد اختل بين المؤسسات الحزبية والمنظمات الشعبية والنقابات المهنية، ربطت عضوياً بمؤسسة الدولة التي يقودها حزب البعث، وانطلاقاً من ذلك فقد تعثرت المنظمات والنقابات في الاستجابة للمتغيرات الاقتصادية وفي الاستجابة للتطوير والتحديث، أصيبت المنظمات بالخلل الذي أصاب المؤسسات الحزبية، واختلط العمل الحزبي بالنقابي بالإداري مع تغييب كامل لدور المؤسسة وأصبح المنصب حزبياً أو نقابياً أو إدارياً هو منهج التفكير.. هو الأساس من أجل بعض المكاسب.
وقد جئت بهذه المقدمة لأن رابطة الشبيبة في السلمية أقامت مهرجان شعر للشباب، وقد ألقيت قصائد عديدة ومن ضمنها قصيدة لشاعرة شابة تضمنت مقطعاً تشكو فيه الجوع والذل والحزن والموت والقهر بينما الحكام في تخمة وتستجير بالله من هؤلاء... .
وبعد الأمسية بعدة أيام استدعيت الشاعرة الشابة إلى الجهات الأمنية للمساءلة وقراءة القصيدة، ولكن السيد محافظ حماة استدعى رئيس رابطة الشبيبة وأعضائها وتوعد وهدد، وأنهى تفرغ رئيس الرابطة بعد أن تفوه بكلام بحق المدينة التي يقودها نخجل من ذكره مما ترك آثاراً سلبية في الأوساط الاجتماعية كافة.
نقول للسيد المحافظ:
أولاً: القصيدة عمل إبداعي لشابة عمرها 17 عاماً تتفاعل مع قضايا المجتمع والعصر.
ثانياً: هل يملك السيد المحافظ الصلاحية في إنهاء تفرغ رئيس رابطة للشبيبة دون الرجوع إلى قيادته الشبيبية أو الحزبية؟ وإذا كان يملك هذا الحق فهذه هي الصورة الواضحة لعملنا المؤسساتي.
ثالثاً: إذا كان السيد المحافظ يعرف عدد بيوت الدعارة في المنطقة بالرقم وهي 300 بيت كما قال صارخاً بوجه الشبيبة، فإننا نسأله: من أعطى التراخيص لهذه البيوت، وإذا لم تكن هناك تراخيص، لماذا يسكت عن هذه البيوت ويلاحق مهرجانات شعرية؟
ورابعاً وخامساً وعاشراً إلخ .... إلخ .... إلخ