فائض تجاري قياسي للصين مع أميركا
سجل الفائض التجاري للصين مع الولايات المتحدة رقماً قياسياً جديداً بلغ 31.06 بليون دولار خلال آب (أغسطس) الماضي، بحسب أرقام رسمية نشرت أمس، على رغم الرسوم الجمركية التي فرضتها واشنطن في تموز (يوليو) الماضي، ما من شأنه أن يؤجج النزاع التجاري بين البلدين. ويأتي إعلان الأرقام بعد ساعات على تلويح الرئيس الأميركي دونالد ترامب بفرض رسوم على كل الواردات الصينية إلى بلاده والتي تقارب قيمتها 500 بليون دولار.
ويتواجه أكبر اقتصادين في العالم في خلاف تجاري منذ أشهر، بينما تراوح المفاوضات مكانها وسط مخاوف من تبعات سلبية على الاقتصاد العالمي. وكان ترامب فرض ضرائب نسبتها 25 في المئة على ما قيمته 34 بليون دولار من السلع الصينية في تموز الماضي، وعلى ما قيمته 16 بليون دولار في آب، ما دفع السلطات الصينية إلى الردّ بإجراءات مماثلة.
ولكن الرسوم لم تؤثر في إقبال المستهلكين الأميركيين على السلع الصينية. وزادت الصادرات الصينية إلى الولايات المتحدة 13.2 في المئة مقارنة بالفترة ذاتها العام الماضي، بحسب بيانات الجمارك، بينما بلغت الواردات من الولايات المتحدة 13.3 بليون دولار، بزيادة 2 في المئة. وفي الوقت الذي نما الفائض التجاري للصين مجدداً إزاء الولايات المتحدة، بقي مستقراً مع دول العالم وبلغ 27.9 بليون دولار في آب. وزادت الصادرات الصينية إلى العالم 9.8 في المئة، بينما ارتفعت الواردات 20 في المئة. وهذه الأرقام أقل بكثير مقارنة بأداء التجارة الصينية في تموز عندما ارتفعت الصادرات 12.2 في المئة، والواردات 27 في المئة.
وهدد ترامب مجدداً ليل أول من أمس بفرض رسوم جمركية على كل الواردات من الصين، التي يتهمها بممارسات تجارية «غير مشروعة». وقال في تصريح صحافي أدلى به على متن الطائرة الرئاسية متجهاً إلى فارغو في ولاية داكوتا الشمالية: «حالياً أضفنا 200 بليون دولار قيمة البضائع الصينية التي تم إخضاعها لرسوم جمركية، وأكره قول ذلك لكن (...) لا يزال هناك 267 بليون دولار من البضائع الصينية التي يمكن أن تفرض أيضاً عليها رسوم جمركية سريعاً، إذا رغبت بذلك». وأضاف: «أظهر قساوة مع الصين لأنه علي أن أفعل ذلك (..) هم يأخذون 500 بليون دولار سنوياً»، في إشارة إلى الواردات الصينية التي فاقت 505 بلايين دولار عام 2017، ويُتوقع أن تزداد خلال العام الحالي. ولكن ترامب لم يقل بوضوح متى يبدأ سريان هذه الرسوم الجديدة.