عندما يصبح الصاب سُكّراً.. يصبح الموت حلواً!
إلى الرفيق الشهيد البطل رائد ليلى
مهما كانت الفكرة جميلة، واقعية وعلمية، تبقى جامدة ومجردة ولا روح فيها، ولكنها تصبح قوة مادية، حينما تتملكها الجماهير، فتتحول حينئذ من مجرد فكرة، إلى محرك جبار لا يتوقف عن العمل، وبوصلة لا يتيه من يتملكها، وعزيمة لا يهزم من يرفعها في وجه أعدائه، مهما كانوا أقوياء، ومهما كانوا أشداء، واليائسون البائسون، هم فقط من يقدمون على الانتحار هرباً من معاناتهم التي لا يجدون حلا لها، في حين من يملكون الفكرة، يزرعون الأمل ويفرشون الأيام الصعبة، لهم وللآخرين بالتفاؤل الذي لا غنى عنه كي يبقى دولاب الحياة يدور، حينها يصبح الصاب سكراً، وأشد الأيام مرارة تصبح حلوة في نظرهم جديرة في أن تُعاش، بالنضال والكفاح، بالأمل الدافق، المحرض من أجل التغيير المنشود، مهما كان الثمن غالياً، وحتى لو دفعوا حياتهم مقابل ما يرومون تحقيقه، وما يعملون لأجله..
ورفيقنا الشهيد رائد، كان من هؤلاء، كان يعاند الحياة بأكثر مما كانت تعانده هي، عاملا يهوى الجديد، شجاعا مقداما متحمسا في كثير من الأحيان، صلبا لا يعرف الخوف، متفائلا رغم كل البؤس الذي كان يفترش دربه، مناضلا حتى الموت، وحتى الرمق الأخير من حياته، وإن من سدد تلك الرصاصة الغادرة، التي اخترقت جسده الطاهر، كان يعلم علم اليقين أنه يهم بقتل إنسان، لم يقترف جرما، وجل ما كان يفعله، أنه كان يسعى إلى غد أفضل، تظلله الحرية والعدالة الاجتماعية..
ستيركوه ميقري