فقراء حلب.. يقطفون ثمار الفساد المرّة

يبدو أن البلاد مقبلة على مرحلة مفتوحة من انهيار البيوت والمباني السكنية، بعد أن بدأت تنتهي بشكل متتال أعمارها القصيرة جداً، وهي التي شيد معظمها متعهدون جشعون لم يكن همهم سوى الربح السريع..

ففي محافظة حلب، وفي حي بستان الباشا بالذات حيث التلوث البيئي المتنوع، وتواجد المنطقة الصناعية في قلب حي سكني، وحيث تردي الخدمات والانسداد المزمن والدائم لمجاري الصرف الصحي، والكثير الكثير من المتاعب لأناس من ذوي الدخل المحدود.. في هذا الحي البائس وقعت كارثة انهيار بنائين سكنيين ونصف بناء آخر مجاور لهما، سقط ضحيتها أربعة أشخاص على الأقل، وتشردت على إثرها عوائل كثيرة خسرت كل ما تملك من مال ومتاع في لحظة واحدة...

وقعت هذه الكارثة بتاريخ 17/3/2007 حوالي الساعة 5.45 مساء، وكانت قد بدأت بتكسر زجاج المحلات التجارية في الطابق الأرضي قبل ساعة من الانهيار فسارع أصحابها إلى تحذير سكان البناية بضرورة إخلاء بيوتهم قبل سقوطها، الأمر الذي خفف من حجم الخسائر البشرية ....

بعد الانهيار توافدت سيارات الإسعاف لتنقل الجثث والجرحى إلى المشافي، وبعد ساعة تقريباً حضرت الآليات الخاصة لانتشال الجثث من أكوام الركام.

وبنظرة إلى موقع الانهيار بدا واضحاً أن كمية الإسمنت والحديد في مكونات البناء المنهار والذي كان مؤلفاً من خمسة طوابق كانت ضعيفة، فمن المسؤول عن ذلك وقد تسبب بهذه الكارثة؟!

وكيف سنتجنب تبعات انهيارات قادمة في أحياء فقيرة أخرى على امتداد البلاد؟!

إن الأبنية السكنية في الأحياء الشعبية عامة تفتقر إلى أبسط المواصفات الفنية والصحية اللازمة لبناء سكني لائق، ومن الواضح أن غياب دور جهاز الدولة المفترض به أن يشرف على عمل متعهدي البناء، وسيادة الفساد في العلاقة بينهما، وسعي المتعهد للربح السريع فقط، كل ذلك أدى لفقدان الضمانة الأساسية لكرامة وسلامة وحياة المواطن.. والمسألة برسم جميع المسؤولين..

آخر تعديل على الجمعة, 11 تشرين2/نوفمبر 2016 14:17