تعا... نحسبها...

تزداد كمية الملوثات الغازية والسائلة والصلبة مع ازدياد مسبباتها كالسيارات والمؤسسات الصناعية و...وذلك طبعاً على مستوى العالم... فمثلاً تصل كمية الرصاص المنبعثة من عوادم السيارات إلى 225 طناً في العام وأطنان أخرى من الملوثات الغازية والسائلة محدثة تلوثاً في الهواء والماء والتراب...مؤثرة على الصحة العامة والبيئة... مسببة أمراضاً للأولى ومخربة للثانية...

ومن أهم العوامل التي تلعب دوراً مساعداً في ذلك...تقلص المساحات الخضراء عامة والغابات خاصة في المدن ومحيطها... وفقدان دورها الفاعل في امتصاص الصدمة الناتجة عن انبعاث هذه الكميات الكبيرة من المركبات السامة. وكل ذلك بفضل خواصّ تملكها الغابة على مستوى التكوين الفيزيائي والحيوي والكيميائي. فمسطحها الأخضر يثبت كميات كبيرة من هذه المركبات السامة، ومنظومتها الحيوية تتطلب كميات كبيرة من غاز ثاني أكسيد الكربون لتصنع الكربوهيدرات (السكريات)...وبالمقابل تطلق كميات من غاز الأكسجين... وعادة ما تقدر كمية الأكسجين السنوية التي تطلقها شجرة حراجية بالحجم والعمر بـ 5 أطنان أي أن الهكتار يمكن أن ينتج وفق كل من الكثافة الغابية والعمر الحراجي...ما قدره 6000 طن من الأكسجين/سنة ( الكثافة الغابية في سورية 1200 شجرة /هكتار)...وإذا كانت كلفة إنتاج الطن من غاز الأكسجين صناعياً 20 ألف ل.س تقريباً... وبالمقارنة نستطيع أن نحسب إنتاج هكتار الغابات من الأكسجين...

20000 ل.س/طن × 6000 طناً من الأكسجين = 120,000,000 ل.س/بالسنة لكل هكتار...

وللحساب هنا بعد أكبر من مادي بكثير... يضاف لبعده المادي الملموس حسابياً...فالكلفة المترتبة على صحة الإنسان فقط والناتجة عن التلوث ونقص الأكسجين أكبر من أن تحسب...فمدينة مثل دمشق بدأت بوادر المعاناة من التلوث تظهر جليةً فيها...يجب أن تكون معدة لمواجهة خطر التلوث والذي يقلل منه كما ذكر الغطاء النباتي...فزراعة مساحة 10.5 هكتاراً تقريباً في قلب مدينة دمشق(مدينة المعارض القديمة) يعتبر إنجازاً حقيقياً وكبيراً لمستقبل المدينة ويعتبر مجدياً اقتصادياً في المدى القريب والاستراتيجي إذا ما أعدنا الحساب السابق على مساحة مدينة المعارض ذات الأبعاد 700 متراً والعرض الوسطي 150 متراً فيكون إنتاج هذه البقعة المادي من الأكسجين بعد وصولها للعمر الغابي هو...

1200 شجرة/هكتار× 10.5هكتاراً× 120 مليون ل.س/سنة = 1512 مليار ل.س/سنة من الأكسجين...

هذه القيمة الكمية الضخمة غير المنظورة في الوقت الحالي تعتبر الأجدى اقتصادياً كمشروع لهذه البقعة ولا يوجد مشروع اقتصادي يمكن أن يقوم فوقها ويحقق هذا المستوى من الربح لأن الأرباح الناتجة عن هكذا استثمار له أبعاد مادية ظاهرة في الأرقام السابقة وله أخرى غير مادية... هي صحية وبيئية... واجتماعية

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

آخر تعديل على السبت, 12 تشرين2/نوفمبر 2016 10:58