صفر بالسلوك ليسوا منا..
لن أتحدث عن الصور، لكن سأتحدث عن الصفات في غياب البرامج الانتخابية، فإذا أنا أردت ـ لا سمح الله ـ انتخاب أحدهم فعلى الأقل أريد أن أعرف ماذا سيقدم لي... أن أعرف برنامجه، أن أعرف، وهذا هو الأهم، من أين أتى؟!
من أين يأتي عادة من يريدون تمثيل الشعب؟! يأتون من ظواهر معينة تحملهم على الترشيح، من أفكار ما، ويكون هو المنتخب من قبل جماعة ليمثلهم، من حزب ما... من منظمةٍ ما... من منظومة اجتماعية ما... سياسية ما... لكن.. من أين يأتي كل هؤلاء الذين نرى صورهم على الجدران إذا كنا لا نملك كل ما سلف؟! سيقولون من الشعب، لكن من أي شعب؟! ربما لا يقصدون الشعب السوري، ربما هم يقصدون شعباً آخر، فتعالوا نرى من أين أتى هؤلاء ومن سيمثلون؟!!
نمر من أمامه فنراه وقد كتب كلمة الصناعي فنقول له: «لستً منًّا» لأننا شعب بلا صناعة.. إلا إذا كنت تعتبر صناعة العلكة والبسكويت، وغيرها من الصناعات الثقيلة، صناعة، ونمر فيرمقنا «المهندس» باستعلاء واضح، فنقول له: «لستً منًّا».. يكفي أن تتفرج على طرقاتنا الحديثة ومبانينا القبيحة لتعرف أننا من بلاد لا هندسة فيها منذ عهود ابن الهيثم.
ويمد «رجل الأعمال» رأسه فنقول: «لستً منًّا»، فنحن شعب بلا أعمال بل إننا شعب عَمَّال على بطًّال، فمن أين أتيت لنا بالأعمال، ويبتسم لنا الاقتصادي برفق محاولاً كسب أصواتنا المبحوحة، فنقول له «لست منًّا»، لأننا لا نملك ما نمارس الاقتصاد به، إلا إذا كنت تسمي استيراد المياه المعدنية من الأردن والسعودية الصحراويتين لبلدنا النهري اقتصاداً!!
أما رجل الدين فنقول له نحن شعبٌ بلا دين من كثرة ما ركبت الديون على رؤوسنا وظهورنا، ولا نفهم من الدين سوى إلغاء الأديان الأخرى ودخول المرسيدس بالرجل اليمنى، وأننا نسينا أن ديننا يدعو إلى التفاني في العمل والإخلاص والصدق والأمانة، فهل نحن أصحاب دين؟!!! ولن ننسى المحامي خاصة وأنه هو الذي سيقول لنا إنه ليس منا، لأن المحاماة لم تعد موجودة لدينا، وحلت محلها الفهلوة والشطارة، وسنقول للمعلم الحبيب «لست منًّا»، لأننا شعب لا نحب أن نتعلم، وخاصة في هذا الوقت وتحت راية المناهج الحالية، فأن تبتعد عن العلم خير من أن تشتم العلم الرديء، وللجهل فوائده حيناً وأحياناً، فإذا كان ما تعلمونه لنا علماً فالجهل أشرف.
أما المربي الذي دائماً ما يصر على الظهور في هذا النوع من الحفلات فنقول له: «لست منا» لأننا شعب بلا «ترباية».
فمن سيمثِّل هؤلاء إذاً سوى أنفسهم بعد كل ما أسلفنا؟!
سمُّوه رجاءً «مجلس تمثيل الذات»، ولا داعي لإقحام الشعب في هذه المسألة، احترمونا كي نحترمكم على الدوام، ولكم منا فائق الاحترام، تمام؟!