النقل.. مشكلة مستحيلة الحل؟
عاد الصيف، وعادت مشكلة النقل الداخلي لتكون من أكثر المشاكل التي يعاني من تعقيداتها سكان العاصمة الذين يتزايد عددهم عاماً بعد عام بشكل فوضوي متصاعد..
وعلى الرغم من كثرة الاقتراحات الجدية والموضوعية التي تقدمت بها الصحافة، وتضمنتها العرائض الشعبية، ودراسات الاقتصاديين إلا أن المسؤولين حافظوا على ميزاتهم التاريخية الموصوفة والمعروفة: صم، بكم، لا يبصرون، إذ أعرضوا عن كل الحلول، وتركوا الأمور تسير على مقدراتها..
اليوم ليس هناك خط على امتداد العاصمة وضواحيها لا يعاني فيه الناس من الازدحامات الهائلة، وخاصة في أوقات الذروة.. ومن يقف فوق جسر الرئيس أو كراجات الانطلاق، في الساعة الثالثة ظهراً أو التاسعة مساء يكتشف بسهولة إلى أي مدى وصل استخفاف أصحاب الأمر بالمواطنين وكرامتهم ووقتهم وراحتهم..
كانت هناك اقتراحات بوضع بعض باصات النقل الداخلي على بعض الخطوط لرفع الضغط عن السرافيس.. لكنها أهملت..
وكانت هناك اقتراحات أن يجري السماح لبعض (الميكروباصات) بتخديم خطوط محددة.. لكنها رُفضت وأُهملت أيضاً..
فما هي الخطط التي تخبئها لنا وزارة النفط لتحل المشكلة؟
وزير النقل أكد منذ وقت ليس ببعيد أنه بالنسبة للنقل الداخلي في العاصمة، سيتم شراء باصات كبيرة ووضعها في الخدمة بأسرع وقت، وأن العمل جار على قدم وساق لتحسين وتجديد هياكل ومحركات الباصات الموجودة.. والناس تنتظر.. فإلى متى سوف يستمر هذا الانتظار؟ وهل سيبقى الناس يتزاحمون ويتدافعون ويتنازعون على المقاعد المهترئة في السرافيس، وتهدر كراماتهم وهم يشيرون للسائق إشارات محددة ليتكرم عليهم ويجلسهم القرفصاء فوق بعضهم على جانب السرفيس؟؟
ختاماً نقول إن أي حديث عن النمو والتنمية هو حديث فارغ طالما الناس في بلدنا يقضون ثلاث أو أربع ساعات من وقتهم على الطرقات.. بحثاً عن وسيلة نقل.. والسلام...