سري للغاية (ليد النواب الجدد)..المنقذ

كتب الرفيق الراحل هشام الباكير هذه المادة، بعيد صدور نتائج الانتخابات الأخيرة لمجلس الشعب..

«يحكى أن حافلةً لنقل الركاب، (كان يطلق عليها اسم البوسطة في تلك الأيام) كانت تنقل الركاب من دير الزور إلى حلب، وكانت رحلتها طويلة ومتعبة... وحين وصلت الحافلة إلى منطقة قريبة من الرقة، وبسبب وعورة الطريق والأمطار الغزيرة انقلبت إلى جهة اليمين، وهوت في نهر الفرات.

سقط الركاب في الماء.. من يتقن السباحة، سبح إلى ضفة النهر ونجا، ومن يجهلها بقي في الماء صعوداً وهبوطاً فارداً كلتا ذراعيه للأعلى مستغيثاً بالنشامى وذوي النخوة من أهالي القرية القريبة الذين تجمّعوا على أصوات المستغيثين..

وقف أحد المسنين على الضفة، يشجّع الشبان على إنقاذ الغرقى ويرفع الهمم، بأهازيج وصيحات، تثير الشهامة والنخوة.

لفت انتباه هذا الشيخ الجليل منظر أحد الشبان في الماء وهو يبرز مهاراته في السباحة لكنه لم ينقذ أحداً، كان يتنقّل بين من يغالبون الغرق.. والموت.. ينظر في وجوههم ويتركهم لقدرهم.. وهكذا...

ناداه الشيخ: يا بني، أنت سبّاح ماهر، لكنك لم تنقذ أحداً، هل تبحث عن شخص بعينه؟ لماذا لا تساعد الناس، فالجميع في خطر؟

أجابه الشاب: ياعمّ، أنا لست هنا لأنقذ الناس من الغرق، أنا (معاون السائق) في الحافلة المنقلبة، وأحد هؤلاء الركاب لم يدفع لي أجرة الركوب، ولي بذمته خمسة قروش، وأنا أبحث عنها!!!

وأنتم أيها النواب العتيدون.. هل تعرفون معاوناً (أو مرشحاً) يشبهه، كان يفترض به أنه جاء لإنقاذنا من الغرق، فألفيناه يبحث عن الـ«خمسة قروش» التي بقيت معنا ليأخذها»؟؟؟

■  هشام الباكير

آخر تعديل على الإثنين, 14 تشرين2/نوفمبر 2016 21:21