فنون الرقابة في قاعات الامتحانات الجامعية
عند الامتحان، يهان المرء، أو يهان! ففي يوم 28/6/2007- وهو أشبه ما يكون بيوم الحشر - تجدد موعد طلاب كلية الاقتصاد في تقديم مادة (الجرد والميزانيات)، ذات معدلات النجاح المنخفضة جداً، لأسباب يعلمها القاصي والداني.
وفي رحلة هذا اليوم الامتحاني، وبعد العناء والجهد الكبيرين المبذولين في الدخول إلى بهو الكلية لمحاولة معرفة القاعة التي سيقدم الطالب بها امتحانه، وبعد بحثه الصعب في ورقة صغيرة طولها 50 سم وعرضها 20 سم، التي يتجمهر حولها مئات من الطلاب الذين غالباً ما سيرمي بهم القدر إلى الكليات الأخرى، لتقديم ما عليهم من مستحقات امتحانية، يبدأ بالركض واللهاث صعوداً وهبوطاً، لإيجاد قاعته الموعودة، خارج مبنى كليته!.
وقدّر لبعض طلاب الاقتصاد أن يقدموا امتحان (الجرد والميزانيات) في القاعة الثانية من مبنى كلية الحقوق، حيث وجدوا رئيس هذه القاعة ينتظرهم حاملاً التهديد والوعيد بالويلات، صائحاً بمحاولة منه لتوتير الطلاب، مؤكداً لهم (وكأنهم لا يعلمون) صعوبة هذه المادة!، وبأنه (لن ينجح بها إلا كل طويل عمر).
وبعد بدء الامتحان، استمر هذا المراقب بالممارسات غير المقبولة، من خلال تسهيله الغش لمجموعة من طلاب القاعة، كان يتوسطها أحد أعضاء الهيئة الإدارية!! الملفت للنظر أن هذه المجموعة لم تحاول حتى إخفاض صوتها، مما ساهم في زيادة الضغط على الطلاب الآخرين، فإلى جانب الحر والعطش، أتتهم الضوضاء، وكان رئيس القاعة يحاول التغطية عليهم من خلال سحب البطاقات الامتحانية لطلاب آخرين لا ذنب لهم سوى وقوعهم تحت رحمة هذا المخلوق عديم الرحمة، حتى وصل عدد البطاقات المسحوبة ما يقارب الـ30 بطاقة، الأمر الذي عدّه المراقب نصراً يحق له التباهي به، فراح يصول والبسمة تملأ وجهه، مهدداً ومتناسياً أن هذا السلوك من شأنه شحن القاعة بجو من القلق، مما يعيق تركيز الطلاب أثناء تقديم امتحانهم. وبعد الامتحان، وعندما حاول المظلومون استرجاع بطاقاتهم، أخذ المراقب بابتزازهم وكأنهم كانوا هم المخطئين، مطالباً باعتذارهم الشديد عن ذنب لم يرتكبوه، قبل أن يعيد لهم ما هو بالأصل لهم!.
وعندما واجهه بعض الطلاب ورفضوا الاعتذار، ازداد تمنعه وإصراره على وجوب اعتذارهم، وطبعاً، لا يخفى على أحد أن سلوكاً كهذا يشتد ويأخذ أبعاداً أكثر إزعاجاً مع الإناث من الطلاب، فمالم (تساير) الطالبة مبتزها (اللطيف)، فإنها ربما لن ترى بطاقتها قبل فصل أو فصلين!..
وأمام هذا لا يسعنا إلا أن نشكر اتحاد الطلبة على جهوده الجبارة في حماية الطلاب الذين يمثلهم خير تمثيل، والحمد لله!