فلاحو القدموس.. آلام مستمرة!
هطلت أمطار غزيرة في منطقة القدموس والقرى المحيطة بها بدءاً من مساء يوم الأربعاء 7/5/2008، فاستبشر الفلاحون خيراً، وظهرت البسمة على وجوههم لأنهم كانوا بانتظار كرم السماء لإنقاذ مواسمهم، كون الأمطار هذا العام في هذه المنطقة كانت قليلة وشحيحة، رغم أنها تعد من أكثر المناطق غزارة في الأمطار.
ومع بزوغ الفجر يوم الخميس 8/5/2008 تعرضت المحاصيل الزراعية والأشجار المثمرة إلى زخات قوية من البَرَد، دامت لأكثر من ساعتين متواصلتين، ومع استيقاظ الفلاحين وذهاب كل منهم باتجاه حقله، خاب الأمل والرجاء في موسم جيد، وتحولت البسمة في عيونهم إلى دهشة عنوانها الألم والمرارة، لأنهم فوجئوا بالحجم الهائل للأضرار التي أصابت المحاصيل والثمار والشتول بسبب حبات البرَد، والتي كانت تفوق جميع التصورات..
وكان أكبر المتضررين من ذلك حقول التبغ، إذ تعرضت آلاف الدونمات من الحقول المزروعة بهذه الشتول إلى أضرار بالغة، لتذهب الجهود المضنية للمزارعين سدى، وتضيع معها التكاليف الكبيرة من سماد وحراثة وأجور عمالة ومبيدات حشرية..
الفلاحون، وبعد أن أفاقوا من الصدمة المفاجئة، راحت مشاعر القلق والخوف تسيطر عليهم، فما ينتظرهم أشد قسوة ومرارة بسبب الذمم المترتبة عليهم لقاء المحصول الذي كان منتظراً.. إذ لم يعد لديهم ما يمكنهم دفعه أو تسديده للجهات الدائنة..
ويسجل هنا غياب مؤسسة التبغ التي لم تسارع للكشف على هذه المحاصيل لتأجيل تسديد الذمم، أو اقتراح المساعدة، ويسجل كذلك، غياب وزارة الزراعة بوحداتها الإرشادية، وغياب الجهات العامة كافة، تاركة الفلاح يعيش حالة من الضياع والقهر.
إننا في قاسيون، نعلن تضامننا مع الفلاحين المتضررين وجمعياتهم الفلاحية، ونضم صوتنا إلى صوتهم في مطالبتهم الجهات المسؤولة كافة بتقديم المساعدة لهم في محنتهم هذه، وتأمين مستلزمات عيشهم، وتعويضهم، ورفع قيمة الكيلو غرام من التبغ، وكذلك تأجيل القروض المستحقة لعام 2008 على أن ترفع عنها الفوائد تخفيفاً لمعاناتهم..
كما نطالب بتقديم مساعدات وتعويضات سريعة وفورية عن الأضرار التي ألحقت بكل المحاصيل الزراعية في تلك المنطقة المنكوبة.
وتداركاً لهكذا وضع مستقبلاً،نطالب وزارة الزراعة بإنشاء صندوق دعم دائم للفلاحين، ورصد ميزانية مدروسة، لتكون عوناً جاهزاً للفلاح في أوقات الكوارث والعوامل الجوية القاهرة.