حتى مدافئ الحكومة بلا وقود!
رغم اتخاذ وكالات الأنباء ومصنعيها كامل احتياطاتهم محاولين التمهيد لها، جاءت موجة الصقيع الأخيرة على حين غرة، فباغتت المواطنين لانشغالهم (بتأمين لقمة عيشهم وترقيع ملابسهم) عن متابعة مواقع الإنترنت والصحف الرسمية
وباغتت الدوائر الرسمية رغم تفرغها ومتابعتها لكامل الأنباء. لكن المفاجأة كانت أن حال هذه الدوائر تشبه حال المواطنين من حيث عوزهم لوقود التدفئة، حيث كانت مديرية المصالح العقارية في صافيتا أحد أهم إثباتات هذا الشبه، فقد علمت «قاسيون» بأن هذه المديرية عانت من فقر حاد في مادة المازوت (رغم كونها مؤسسة رسمية) مما أطفأ مدافئها، وجعل الموظفين فيها (يتكتكون)..
فأين رحل المازوت؟ وإذا كان باستطاعة الموظف اللجوء إلى دثاره احتماءً من البرد في بيته، فما الذي يمكنه فعله خلف مكتبه الوظيفي، هل يلتحف بالمعاملات المؤجلة أم العاجلة؟ وما الذي سيفعله الأطفال في مدارسهم إذا ما حاصرهم البرد وانقطع عنهم إمداد الحكومة بوقود التدفئة، هل سيشعلون النار في المقاعد أم أن مدير المدرسة هو من سيشعلها؟!
أين يذهب المازوت، هل انشقت الأرض وابتلعته بعد أن كررته مصافي حمص وبانياس؟ ربما، فهذا يسهل هضمه.. ويحمي الحكومة من ضرورات التبرير للمواطنين البردانين في بيوتهم وبيوتها!.. ليتنا اخترعنا مصفاة لتكرير المسؤولين في الفريق الاقتصادي.. لكان أهضم!