المطلوب مشفى لمشفى الباسل في البوكمال!!
أن تبقى غرفة عمليات مشفى الباسل في البوكمال دون تيار كهربائي لأكثر من عشرة أيام، وأن يبقى جهاز الدمويات الآلي في مخبر هذا المشفى عاطلاً عن العمل منذ سنتين، والقطعة التي تعطلت ذهبت ولم تعد! وأن يبقى العمل في المخبر لا تتجاوز نسبة الالتزام به الـ 5 % نتيجة لعطل هذا الجهاز، وأن يكون المخبر المركزي لهذا المشفى متوقفاً عن العمل تماماً ومازال قيد الدراسة دون اعتماد على الرغم من علم مدير صحة دير الزور بواقعه السيئ وعلى الرغم من قدوم لجنة فنية تضم عداداً من المهندسين الذين قرروا بدون فعل وبقيت القرارات حبراً على ورق؛ وأن تبقى أقسام المشفى غير مجهزة بحيث لا يوجد كرسي لطبيب من أطباء هذا القسم أو ذاك يجلس عليه، وأن تبقى حاضنات الأطفال غير صالحة للعمل رغم ادعاء فنيي الشركات أن هذه الحاضنات جاهزة ونفي أطباء الأطفال العاملين في هذا القسم لذلك الادعاء... كل ما تقدم يدعو للعجب والاستغراب ويطرح ملايين الأسئلة..
والأسوأ من كل ذلك أن العدد الافتراضي للأطباء المقيمين في المشفى هو ثلاثون طبيباً، ولكن في الحقيقة لا يتواجد منهم أكثر من عشرة، واحد منهم يداوم على الحدود السورية العراقية بشكل متناوب مع بقية زملائه.
أمام هذا الواقع المزري نجد أنه من الضروري التساؤل عما يُخطَّط لهذا المشفى الذي يضم ما يقارب الـ/400/ موظف بين طبيب وفني وممرضين وممرضات وعمال تنظيفات وحراس وسائقين وإلى ما تبقى من القائمة والتسميات.. فهل هذا الواقع يدل على أن المشفى يؤدي المهمة المنوطة به، خصوصاً في ظل نقص المواد المعقمة لغرف العمليات وخاصة الإسعافية منها؟
لقد تعاقبت إدارات كثيرة على هذا المشفى، فلا يكاد تمضي سنة إلا وتكون الإدارة قد تغيرت مرة أو مرتين على أقل تقدير، وقد وجدت الجهات الوصائية في المحافظة أنه لا بد من تعيين مدير إداري لهذا المشفى لحمل جزء كبير من حجم العمل عن كاهل الإدارة الطبية، وقد تم اختيار أحد حملة إجازة الحقوق لإنجاز المهمة.
وافقت مديرية صحة دير الزور، وأرسلت كتاباً إلى وزارة الصحة يحمل الرقم /14122/ تاريخ 6/1/2008 مبينة فيه أن الاعتماد المالي متوفر لإتمام الأمر، لكن وزير الصحة رفض هذا الطلب دون أن يقدم عذراً رغم حاجة المشفى الماسة، ورغم أن المتقدم لهذه المهمة مرشح من مديرية الشؤون الاجتماعية والعمل بدير الزور بكتاب رسمي يحمل الرقم /504/، ويحمل شهادة جامعية، وسوري الجنسية، وابن مدينة البوكمال، ومقيم فيها، فهل بمثل هذه البيروقراطية تبنى الأوطان ويصان القطاع العام، أم أن العرقلات أصبحت سمة من السمات الدائمة والمحببة لدى البعض.
وهل تجد وزارة الصحة ومديرية صحة دير الزور علاجاً ناجحاً لمشفى الباسل في البوكمال، أم يبقى المثل الشعبي الذي يقول (السكافي حافي والنجار مخلوع باب داره) هو القاعدة، وهو السائد؟
نأمل ألا يستمر الأمر على ما هو عليه، لأنه بحق، أصبح مشفى الباسل في البوكمال يلزمه مشفى.. وإسعاف سريع!!