الحكومة تصدر الحكم على الناس.. والسّوق تنفتح على السّعير..

كما جرت العادة، في ليلة حالكة السواد مليئة بالغبار، اتخذت الحكومة قرارها بزيادة سعر صفيحة البنزين من 720 ـ 800 ليرة سورية، وهي الزيادة الثانية على هذه السلعة خلال خمسة أشهر.. في خطوة جديدة على طريق رفع الدعم عن المحروقات بأكملها، مع تسارع التحضير لتوزيع مادة المازوت بواسطة القسائم التي سوف تعتمد كـ(بونات)، توزع على العائلات السورية بمعدل /1000/ لتر لكل عائلة، مع تردد إشاعة يتناقلها السوريون عن تراجع الحكومة عن هذا الإجراء..

ومع ذلك تأتي خطوة رفع البنزين مع تصاعد ارتفاع الأسعار في السوق السورية على جميع المواد بادرة تنذر بأزمات جديدة، وصلت حرابها الطويلة أخيراً إلى الخبز السياحي والسمون دون أن تطال الخبز العادي.. ولكنه إيذان بدنو الارتفاع من أساسيات المواطن، خاصة أن هذه الارتفاعات تزامنت مع تصريحات حكومية بعدم وجود نية قريبة بزيادة الأجور، وزيادة البطالة، وغياب تام لدور الدولة، والفلتان الذي يصاحبه تناقص دور الرقابة التموينية.. ووضوح الاحتكارات، واليد الطولى للتجار، رغم التبريرات التي تنسب للغلاء العالمي.. ولكن ماذا عن المواد المنتجة محلياً؟

أزمة مازوت متجددة

عادت منذ أيام إلى الواجهة الشكوى من عدم توفر مادة المازوت في المحطات المتوزعة في المدينة والريف على حد سواء.. ورغم الأيام الدافئة التي مرت وخلفت تناقصاً في جموع المواطنين مع (كالوناتهم)، إلا أن الأزمة الآن في التزاحم الشديد لوسائط النقل العامة على محطات الوقود.

سائقو السرافيس أبدوا تذمراً واضحاً، أحد أصحاب السرافيس عند الثانية عشرة ليلاً قال: منذ /3/ ساعات وأنا أنتظر دوري في محطة (نهر عيشة).. على طول الطريق من (قطنا) وإلى (دمشق) لا توجد كازية واحدة فيها مازوت..

من السبب في ذلك؟ سأل أحد الركاب: لا يكاد الصهريج يفرغ حمولته.. ويبدأ العمال بتعبئة السيارات إلا وصاحب الكازية يتحدث عن انتهاء الكمية.. لا توجد كازية توزع أكثر من نصف ساعة، إنهم يهربون المازوت؟.

ـ ليلة إعلان خبر زيادة أسعار البنزين.. ثم إخفاء كميات المازوت، كل الكازيات أعلنت عن انتهاء الكميات، تحسباً لزيادة مفاجئة وليلية لمادة المازوت.

مازالت أزمة المازوت قائمة رغم الحديث عن ضخ كميات كبيرة لتغطية الأزمة السابقة.. وهذا ما يترك أسئلة عدة عن الآلية المعتمدة في تغطية حاجة السوق.. وسوء الرقابة المفروضة على أصحاب المحطات، والحد من التهريب.

  سوق مستعرة

عودة أخرى إلى السوق السورية، وخصوصاً المواد الغذائية، والخضار والفواكه والحاضرة اليومية على مائدة السوريين.. والتي تشكل سلة الغذاء الضرورية، والتي لا تنفك تشهد ارتفاعاً مضطرباً.. وقفزات سعرية غير مفهومة الأسباب.. مع سريان الإشاعات التي تساهم في هذه الزيادات.. وقيام التجار بتوزيع المواد الأساسية بأسعار مزاجية دون رقيب أو حسيب.

ما يزيد الطين بلة أن المواطنين انتظروا قبل أيام زيادة في الأجور.. سرت في الأوساط الشعبية، وبعضهم تحدث عن زيادة بحدود /1000/ ليرة سورية + 7 % على الراتب المقطوع.. ثم جاءت تصريحات وزير المالية لتدحض هذه الشائعات وتخلق حالة من الاكتئاب واليأس بسبب جنون الأسعار وحالة الغلاء الجنونية.

  سلة الغذاء

سلة شبه فارغة تحملها (أم ياسين)، الأسعار أفرغت جيوبها باكراً، راتب زوجها التقاعدي البائس، والذي تقول إنه قبل سنوات كان يؤمن لها حياة كريمة، هو اليوم لا يكاد يكفي للعشر الأولى من الشهر.

ـ سوق الخضرة كما يسمى في مخيم فلسطين والذي يعتبر سوقاً للفقراء.. لأسعاره الرخيصة والكميات الكبيرة المطروحة فيها، لم تسلم من الغلاء.. (أم زهير) تجر عربتها الحديدية، أشارت إليها: «كانت تمتلئ ولا تتسع، أما اليوم فانظر إليها، فقط كيسان صغيران سوداوان؟ لم تستطع (أم زهير)- والتي تعودت أن تعود إلى بيتها بعربة مليئة بالخضار والفواكه- أن تشتري سوى كيلوين من البطاطا ومثلها من البندورة.. وبعض الحشائش كما تسميها (بقدونس، كزبرة، خس).. تصرخ: هل تصدق دفعت /200/ ليرة ثمناً لهذه الأكياس الصغيرة، و(شوية حشيش)؟

ـ أحد أصحاب المحلات الذي يفترش الرصيف وجزءاً من الشارع يقول: الأمر ليس في يدنا، لم تكن الأحوال هكذا.. البضاعة من أرضها (نار).. ماذا ستربح، والناس معها حق.

ـ في نظرة سريعة على أسعار الخضروات والفواكه في السوق السورية، ترى أرقاماً لم تكن تتخيل أن تراها في يوم ما.. في أسواقنا؟

(أبو خالد) رب أسرة في طريقه إلى المنزل: لم تعد تستطيع أن تشتري الفواكه، كل شيء غال.. كيلو التفاح وصل إلى /80/ ليرة.. والذي ضربه الدود، أو مخزّن بـ/40/ليرة.. شيء لا يصدق..

ـ أما الأسعار فهي غير ثابتة، وارتفعت في الأيام الماضية إلى حدود قصوى ... سعر كيلو الفول من 70 ـ 80 ليرة سورية، الخيار 40 ليرة، البندورة من 25 ـ 30 ليرة، الليمون 40 ـ 45 ليرة، البطاطا 25 ـ 30، الكوسا من 32 ـ 40، البازلاء /40/ليرة، أما الفاصولياء (كلاوي) بـ/110/ ليرات، العادية 80 ليرة، أما الفليفلة فبلغ سعر الكلغ /75/ ليرة سورية.

بقية الحشائش كما تسميها (أم زهير) فليست غالية إنما مقبولة، وفي هذه الأوقات تنخفض إلى أدنى أسعارها، الخس الواحدة /10/ ليرات، الفجل /5/ ليرات، البصل الأخضر /2/ بـ/10/ ليرات، النعنع من /5 ـ 10/ ليرات حسب الحجم والجودة..

أما أسعار الفواكه، التفاح حسب جودته من /35 ـ 80/ ليرة، تفاح عرنة من 60 ـ 65 ليرة، البرتقال من 25 ـ 35 ليرة، أما الموز الذي تصالحنا معه /40 ـ 60/ ليرة حسب الجودة.

  هبات ساخنة

الأكثر تعرضاً للارتفاع، والأسباب واهية، منها ارتفاع أسعارها عالمياً.. رغم أن بعضها منتج وطني، زيادة في أسعار المواد الأولية..الخ، إنها الزيوت والسمون، خلال أسابيع قليلة بلغت الزيادة على أسعار بعضها أكثر من 70 % ووصل البعض إلى 100 %، مما يشكك في بعض النوايا.. واستخدام التجار لذرائع ليست حقيقية لتحقيق أرباح هائلة..وفي غفلة من الرقابة والمحاسبة، وهي بدورها تركت آثاراً كبيرة على مواد أخرى تدخل في صناعتها (الحلويات) ورفعت من أسعارها، وكذلك المعجنات.

فلقد بلغ سعر لتر زيت (بروتينا) /100/ ليرة سورية بعد أن كان بـ/85/ ليرة.. في زيادتين متتاليتين على أسعاره، كذلك (أونا) الأكثر جودة وصل سعر اللتر الواحد إلى /145/ ليرة بعد أن كان بـ/125/ ليرة.. أما السمون فهي متنوعة الأحجام والجودة والأسعار، سمنة أصيل سعر الكلغ الواحد /150/ ليرة، (ايفيت) المستوردة من 115 ـ 135 للكغ الواحد، أما سمنة (الخير) فسعر العبوة /2كغ/ /225/ ليرة سورية، أما تنكة سمنة البقرة الحلوب فوصلت إلى /7000/ ليرة سورية متجاوزة كل التوقعات.

أما سعر الزيت البلدي، على أنواعه.. ودرجات ألوانه.. ومصادره (اللاذقية، إدلب، المنطقة الجنوبية) فالعبوة سعة /7/كغ تراوحت بين 1030 ـ 1050 ليرة سورية.

  عصب سلة الغذاء

ككل الشعوب النامية، الفقيرة.. يعتمد السوريون على وجبات رئيسية ـ سعرات حرارية عالية، وعادات مطبخ لا تغيرها الأسعار المجنونة.. فالحبوب بأنواعها تدخل من فطورنا إلى غداننا، كمقبلات وكوجبات أساسية، وبعضها يصلح للعشاء.. فهي على سائر غذائنا اليومي.. أيضاً لم تسلم من الجنون.

كيلو البرغل ارتفع من 30 ـ 45 ليرة، أما الرز فشابه هذه المرة (البرغل) في السوق على اختلاف أنواعه (القصير والطويل) وتنوع عبواته.. وماركة 30 ـ 45 ليرة، وهاتان المادتان تدخلان في سلة الدعم الحكومي الذي ولى، الفول اليابس ارتفع شاهقاً من /75 ـ 90/ ليرة، العدس شريك (المجدرة) و(حرّاق بإصبعه) الأكلات الشتوية لدى السوريين ارتفع من /60 ـ80/ ليرة سورية، أما الحمص الذي يصلح للفطور والغداء فارتفع من /65 ـ 80/ ليرة سورية للكغ الواحد، أما الفاصولياء (حب) فوصلت إلى /85/ ليرة بدلاً من /75/ ليرة. وإذا أردت البذخ وتناول وجبة دسمة ومميزة فعليك /برز الكبسة/ الذي وصل إلى /90/ ليرة سورية.

  الفروج ومشتقاته

على الرغم من محليته الخالصة، ووطنيته الراسخة، وعدم تصديره.. وتصدير مشتقاته بشروط قاسية، وبلاغات وزارة الزراعة في التشدد بتصديره، يبقى سعر الفروج لغزاً عصياً على الحل.. لماذا يرتفع مع كل زيادة في سعر المواد الأخرى، وهو الذي نجا من جائحة أنفلونزا الطيور.. فهو على كافة أشكاله، تساوت أسعاره في الغلاء؟؟

المشوي بـ/250/ ليرة سورية دون أية إضافات.. لا بطاطا ولا سواها.. كذلك (البروستد) /250/ ليرة سورية.. أما البيض فهو في هامش المناورة ـ حسب الوزن، الحجم، أبيض أم أحمر.. نباتي، مداجن، أم بلدي ـ تسميات عدة للمناورة في سعره، مع ذلك ارتفع بين هامشين حسب المواصفات من /140 ـ 160/ ليرة سورية.

  عليك بالفجل

ينصح السوريون بعضهم بعضاً.. لحم العجل كله (هبرة)، لماذا شراء اللحم البلدي الذي تشكل (الدهنة) ربع الكيلو.. وهو غال.. والعجل يصلح (للحمة بالصينية)، والأولاد يحبونه.. والمهم أنك تأكل لحماً.

سعر كيلو غرام لحم الخروف البلدي تراوح بين /450 ـ 500/ ليرة سورية، والأوقية بـ/100/ ليرة سورية لوجبة واحدة، أما بقية الأصناف من لحم العجل الذي وصل أيضاً إلى /350/ ليرة.. وكذلك الجمل بـ/275 ـ 300/ ليرة.

  الألبان وأخواتها

لوجبة الفطور الأساسية.. ولصحة الأطفال.. ورفيق غدائنا.. اللبن، الحليب، والأجبان.. اشتركت أيضاً في مسألتي ارتفاع الأسعار.. والسؤال عن السبب رغم محليتها.. البعض يعزو إلى ارتفاع أسعار العلف الحيواني.. ومواسم الجفاف..؟

اللبن طار إلى /30/ ليرة وكذلك الحليب.. أما الارتفاع الواضح على هذه السلع فيظهر في المشتقات ـ الأجبان تعددت الأسعار بتعدد الأنواع، وتراوحت بين /140 ـ 220/ ليرة.. فالعكاوي بـ/140/ ليرة.. والشلل من /60 ـ 220/ ليرة.. والبلدي /130/ ليرة سورية.. وكذلك الزبدة.. والجبنة الناعمة.. واللبن المصفى.. والشنكليش..الخ.

  الوجبات السريعة

ليست الهمبرغر.. الشاورما.. رغم ارتفاع أسعارها.. إنما المعلبات. المستورد منها يمكن أن يبرر ارتفاعه (السردين ـ الطون)، أما المحلي كالحلاوة والطحينة فلمَ ازداد بنسبة 50 %؟

الحلاوة حسب ماركتها سعر الكيلو /65 ـ 80/ ليرة.. الطحينة من /75 ـ 100/ ليرة للعبوة سعة ½ كيلو غرام.. الأجبان المعلبة من (ماركات كيري، أبو الولد) تراوحت بين /25 ـ 45/ ليرة سورية.

أما أكياس (نيدو) فارتفعت للكغ الواحد من /280 ـ 310/ ليرات، أما العبوة سعة ½ كغ فوصلت من /145 ـ 165/ ليرة.

  الطحين

أدى الارتفاع الكبير لسعر الطحين الناعم إلى زيادة واسعة على كل ما يدخل في صناعته، بلغ سعر كيس الطحين الناعم /1850/ بدلاً من /1200/ ليرة.. في قفزة واسعة وغير متوقعة.

ما انعكس عليه مباشرة كان المعجنات والحلويات، فقالب (الكاتو) سعر 60 ليرة صار 90 ليرة، وسعر /50/ أصبح /80/ ليرة، أما الخبز السياحي و(السمون)، وخبز شمسين وتفاحة فارتفع عالياً.. الخبز السياحي بين /40 ـ 45/ ليرة، أما الكعك فوصل إلى /80/ ليرة بعد أن تراوح بين /55 ـ 60/ ليرة في أكثر حالاته جوداً، وارتفاع سعر خبز (سياحي) من ماركتي (تفاحة وشمسين) (45 ـ 50)، أما السكري فصعد إلى /20 ـ 45/ ليرة.

  في الأفق

ليس تشاؤماً، ولكن هذا ما اعتدناه من فريقنا الاقتصادي المتجه نحو سوق مفتوحة على السعير.. لا حساب فيها لمن لا دخل له.. أو لمحدودي الدخل، الحساب فقط لرأسمال الوحش الذي بدأ يشل مفاصل الحياة.. ويحولنا إلى عجزة أمام حاجياتنا الأساسية.. في الأفق فقط يلوح مشروع مستمر لاضطراب السوق.. مشروع لزيادات ستأتي على الأخضر واليابس من عمرنا المترنح.

إن ما يتجه إليه هذا السوق الوحش من إفراغ لقوى المجتمع وخصوصاً من لا حول له ولا قوة، يضع خلفه قوى لا ترى في مصلحة الوطن والمواطن علاقة شراكة.. فمواطن ضعيف جائع غير قادر على تأمين لقمة عيش رغيدة لأبنائه، وطنٌ مرتبك.. يراد العيش فيه لقوى الاحتكار والاستغلال.

  غلاء وغش.. ومسؤول

لاستطلاع الدور الذي نعتقده متلكئاً لمديريات التموين في المحافظات، والذي يجب أن يكون حامياً وحاضناً للناس، اتصلت (قاسيون) بالسيد (شفيق العزب) مدير تموين دمشق الذي أوضح:

إن الخبز السياحي هو محرر من الأسعار ولا سلطة لنا في تسعيره، ولا مصلحة لنا في الدفاع عنه، والمشكلة هي في الزيادة العالية لأسعار القمح، فقد بلغ سعر طن القمح المستورد /525/ دولاراً..

أما ما يتعلق بالزيوت فالمسألة تعود إلى كوننا نستوردها من الدول الأوروبية وقد شهد (اليورو) ارتفاعاً كبيراً وملحوظاً أدى إلى ارتفاع هذه المستوردات.

أما الحليب فقد أدى إلى ارتفاعه استجرار التجار لكميات كبيرة من (الحليب) عن طريق الفلاحين، الذين كانوا يصرفونه في السوق.. وهذا سببه يعود إلى ارتفاع أسعار الحليب الناشف عالمياً.

وتقوم مديرية تموين ريف دمشق بمتابعة كل حالات زيادة الأسعار غير القانونية ويومياً نحرر أكثر من /100/ ضبط مخالفة.. وخصوصاً عندما يتعلق الأمر بضعاف النفوس الذين يشغلون هكذا ارتفاعات عالمية.

الأمر الأخطر الذي نوه إليه السيد (العزب) هو الازدياد الكبير لحالات الغش، فازدياد الطلب على بعض السلع أدى إلى قيام بعض ضعاف النفوس بغش بعض المواد.. ولقد ضبطنا في الآونة الأخيرة /مستودع زيت ضخم/، وطلبت شخصياً من السيد المحافظ إصدار قرار بإغلاق /5/ مجارش للعلف تقوم بخلط المادة العلفية بالرمل.

  رائحة غير مستحبة

بعيداً عن التبريرات وإن كانت منطقية، هنالك رائحة غير مستحبة تنبعث من السوق السورية، رائحة الجشع والاستغلال، التي كان سببها هو إهمال هذه السوق وإدخالها في صراع العرض والطلب.

وهنا لا بدّ من الإشارة إلى التعارض الكبير بين إرادة الفريق الاقتصادي الليبرالي.. وإرادة السلطة السياسية التي تخوض حرب ممانعة ضد إرادة خارجية للزج بسورية في صف اللاهثين وراء الصفقات المشبوهة، وهو ما لم يعد استمراره ممكناً، ويتطلب تدخل القيادة السياسية لحماية الناس، حماة هذا المشروع الممانع من الجوع والحاجة.. وهذا الذي مانزال نعوّل عليه..

ما وصلت إليه السوق السورية سعير يشوي أفئدة السوريين، وفي المحصلة هناك أيد تريد أن تنهب كل ما يمكن أن تطاله مخالبها، وأيد تطارد (كسرة) خبز طازجة دونها طابور طويل.