من ينقذنا من طريق الموت؟
الطرقات العامة هي صلة الوصل الأساسية بين مختلف المدن والمناطق والقرى السورية، وهي الشريان الحيوي والدينامو الذي يضخ الدم والحياة لهذه المحافظات ولمن فيها من سكان، لكن يبدو أن الطريق الواصل بين مدينة دمشق والمحافظات الشرقية (الرقة، الحسكة، ديرالزور وصولاً إلى البوكمال)، قد تحول إلى شريان نازف للبشر بشكل مرعب ومخيف، فلا يكاد يمر عليه شهر دون أن يشهد حادثاً أو حادثين، بسبب سوء مواصفاته وتجهيزاته، حيث أن عرض ذلك الطريق لا يتجاوز الخمسة أمتار، فلا تستطيع فيه السيارات الصغيرة والشاحنات وحافلات الركاب أن تتجاوز بعضها في حال كانت هناك سيارات قادمة من الجهة المقابلة، مما يؤدي إلى الكثير من الارتباكات المرورية التي تسبب الكثير من حوادث السير.
وهذا ينطبق على كل تفرعات هذا الطريق، مثل طريق الرقة_ديرالزور، حيث تم افتتاح أوتستراد من حلب إلى الرقة فقط دون أن يصل إلى دير الزور، فهل تم استثناء هذه المحافظة من عطف الجهات الرسمية ورعايتها؟ ليبقى مكتوباً على أبنائها المجازفة بعبور طرق الموت للوصول إلى مدنهم وقراهم.
ومن المشاهد المرعبة التي قد يصادفها المار على تلك الطرق مشهد الكثبان الرملية التي وصلت إلى الطريق العام الواصل بين تدمر ودير الزور، نتيجة العواصف الرملية المتلاحقة وخاصة في هذا العام، فأين مشاريع مكافحة التصحر؟ أم أنها مجرد لوحات معدنية توقف على جانبي الطريق ولا مهمة لها سوى الدلالة على مشاريع خلبية كاذبة.
هل عرفت حكومتنا العتيدة وفريقها الاقتصادي بأن المنطقة الشرقية لا تحوي أياً من عناصر البنية التحتية قبل أن تفكر بالحديث عن مشروع «تنمية المنطقة الشرقية»، فأبناء هذه المنطقة لم يعرفوا في حياتهم الكهرباء النظامية والمياه النظيفة و الطرقات العصرية... فعن أية تنمية يتحدثون؟! ألم يفكر من يرفع شعار تنمية المنطقة الشرقية بالمنتجات الزراعية و الصناعية لهذه المنطقة والتي لابد من نقلها على طرق الموت تلك ليتم تصديرها عبر الموانئ والمطارات أو تسويقها داخلياً، وهل فكرت الحكومة أن توقف التصحر بشكل جدي؟ إذاً لماذا لا يتم جر قنوات من نهر الفرات، وإنشاء بحيرات صناعية في الصحاري القاحلة لهذه المنطقة، وإقامة الأحراش والمراعي والغابات المكونة من الأشجار الصادة للرياح، وخاصةً أشجار النخيل ذات العمر الطويل والمردود الاقتصادي والبيئي الكبير، أم أن التنمية عند الحكومة وفريقها الاقتصادي تعني فقط تنمية الفساد والفاسدين، لنجد أن من سرق البلد يصول ويجول فيها بحرية، ومن كان رئيساً لدائرة حكومية متواضعة أصبح من كبار المقاولين بقدرة قادر، فهل هذه هي التنمية أيها الدردريون الأكارم؟ أم أنكم لا تزالون عازمين على تخريب البلاد وإفناء العباد.
■ البوكمال ـ تحسين الجهجاه