مظاهر طبية من الجزيرة السورية
ذهب أحد المرضى إلى أحد الأطباء، فكتب له الطبيب وصفة، وقال: «يللي بعدو»، فسأل المريض الطبيب باستغراب: «ولكن يا دكتور لم تقل لي ماذا آكل وما لا آكل» فجاوبه الطبيب: كل ما تشاء، ولكن لا تأكل عليّ أجرة معاينتي.
للأسف هذا أصبح حال معظم الأطباء في الوقت الحاضر، فقد تحولت مهنة الطب في حالات كثيرة من مهنة إنسانية إلى تجارة بحتة دون أن يلتزم عدد كبير من الأطباء بقسمهم وأخلاق مهنتهم.
وقد بتنا نسمع مؤخراً وبشكل متزايد عن أخطاء طبية (إنسانية) قاتلة لا تعد ولا تحصى، دون أن نسمع عن أية محاسبة في معظم الأحيان، وسيكتفي هذا المقال في تسليط الضوء على بعض الأوجه السلبية في مدينة القامشلي.. ومنها:
1 - معظم غرف الانتظار في العيادات الخاصة غير مكيفة، التكييف فقط لغرفة الطبيب، مما يشكل إزعاجاً وضيقاً للمرضى الذين ينتظرون الطبيب طويلاً في الجو الحار صيفاً، والبارد شتاءً.
2 - أجرة المعاينة تختلف من طبيب لآخر، وليس هناك ضابط لها. فهل من المعقول ألا يوجد حل لهذا؟
3 - تأخر الأطباء عن المواعيد المقررة في العيادات نتيجة لارتباطهم بعقود مع عدة مشاف، وبالتالي يصبح لزاماً على المرضى الانتظار الطويل في العيادات.
4 - عدم وجود اهتمام، وعدم توخي الحذر والدقة في العمليات الجراحية مما يتسبب أحياناً بموت المريض. ولا توجد جهة حيادية خاصة تكشف سبب الموت أثناء أو بعد العملية.
5 - تحول بعض العيادات إلى مكاتب عقارية وتعهدات وإدارة المشاريع الزراعية، وغالباً ما يدخل الطبيب في مساومة على الهاتف أثناء فحص المريض. فأي الأمرين سيحظى بتركيزه؟
6 - زيادة عدد المتسولين في العيادات دون أن يقوم الأطباء بمنع ذلك أو التبرع بقرش لهؤلاء المتسولين. وجل ما يقولونه للمرضى المنتظرين: ادفعوا لهم عسى أن تشفوا!! يا للكرم!
7 - مواعيد الحجز والدخول حسب مزاج الممرض أو الطبيب.
8 - مدة المعاينة أحياناً لا تتجاوز عدة ثوان، وأحياناً يتم معاينة جماعية لهم.. صدق أو لا تصدق!!
9 - أسعار المشافي الخاصة خمس نجوم، وهي استغلالية جداً في ظل غياب الضوابط وخاصة في القحطانية ومعبدة.
10 - تقاض بعض الأطباء نقوداً إضافية من الموظفين المحالين إليهم، رغم أنهم مشتركون بالصندوق المشترك.
وأخيراً وليس آخراً.. رفقاً بالناس يا أطباء القامشلي، وتذكروا أن أموالكم وعقاراتكم وفيلاتكم ومزارعكم وسياراتكم لن تفيدكم شيئاً إذا خسرتم احترام الناس، وهنا لابد من توجيه الشكر لبعض الأطباء، على قلتهم، فهؤلاء ورغم ضيق يدهم، إلا أنهم لا يتقاعسون في مساعدة المحتاجين والمضطرين، ويخدمون شعبهم ومهنتهم بإخلاص، وحتى الآن لم ينجرفوا مع التيار.
■ سيف الخليل