برسم مدير ناحية «داريا»
تزداد عادةً الأعراس والليالي الملاح في فصل الصيف، وتزداد معها الحوادث المرتبطة بالعادات والسلوكيات المرافقة لهذه الأفراح، وخاصة عادة إطلاق النار للتعبير عن البهجة، التي تشكل في كثير من الأحيان خطراً على حياة المواطنين الآمنين في بيوتهم، أو العابرين في الشوارع، وحتى على مطلقي النار أنفسهم.
وإذا سلمنا أن عادة إطلاق النار في الأعراس والمناسبات السعيدة سائدة في الكثير من المناطق السورية، وخاصة في الأرياف، ولا يمكن القضاء عليها كظاهرة خطرة، دفعة واحدة، رغم كل تبعاتها التي تمس حياة المواطنين وأمنهم وراحتهم، إلا أن محاصرة هذه العادة والحد منها في المناطق المزدحمة القائمة على أطراف المدن الكبرى، وعلى رأسها العاصمة، أمر لا يقبل التهاون..
ونسوق مثالاً على ذلك ما يجري في مدينة «داريا» الملاصقة للعاصمة، فما يحدث فيها في هذا الإطار لافت للنظر، حيث يقوم أصحاب الفرح بإغلاق جميع منافذ الشارع المقامة به مناسبتهم، ويمنعون المرور به، وفي غمرة ابتهاجهم يأخذون بإطلاق نار كثيف وبشكل عشوائي، ويرافق ذلك ضجيج هائل صادر عن مكبرات الصوت التي تصدح دون اكتراث بمريض يحتاج إلى الراحة، أو طالب إلى هدوء، أو طفل إلى السكينة. والمؤسف أن كل ذلك يجري بصورة فجة فيما عناصر الشرطة يكتفون بالسمع والنظر ولا يحركون ساكناً تجاه ما يحدث، رغم التعليمات المشددة الصادرة عن وزارة الداخلية بمنع إطلاق النار وتفجير المفرقعات.
إن التعبير عن الفرح بإطلاق العيارات النارية والمفرقعات يؤدي في أحيان كثيرة إلى نتائج مأساوية، ولطالما سمعنا عن عرس تحول إلى مأتم بسبب شخص أهوج لم يدرك خطورة ما يقوم به، وهنا يجب التأكيد أن شعار «الشرطة في خدمة الشعب» لابد أن يتجسد أولاً في بذل كل ما يلزم من جهد لمنع إيقاع الضرر بالناس، والمحافظة على استقرارهم وراحتهم وأمنهم..
■ مراسل قاسيون