الغنم.. تحت خطِّ الجوع!

تعتبر الثروة الحيوانية في بلادنا أحد أهم الشرايين الحيوية في الاقتصاد الوطني والأمن الغذائي، لكن على ما يبدو فإن هذا الشريان يريد له البعض أن يتوقف عن الضخ والتروية، وهذه الثروة أن تندثر، ويتجلى ذلك من خلال ما مارسته المؤسسة العامة للأعلاف مؤخراً، حيث قررت أن توزع المادة العلفية لجمعيات تربية الأغنام في محافظة دير الزور.

بداية فرحت الجمعيات بهذا القرار، لكن هذا الفرح لم يكتمل، حيث كان من المقرر أن تخصص 3 كغ لكل رأس من الأغنام، ودفعت جمعيات تربية الأغنام في البوكمال جميع ما يترتب عليها من عمولة، فكانت الضربة الأولى بعد دفع هذه العمولة أن انخفض المخصص من 3 كغ إلى 2.5 كغ، والضربة الثانية هي قرار أن يتم استلام هذه الأعلاف من مراكز خارج مدينة البوكمال، مثل مركز ديرالزور ومركز الكشكية ومركز الـ47 ومركز التبني، علماً أنه يوجد في البوكمال مركز لتوزيع الأعلاف، ما أدى إلى ضربة ثالثة حيث وصلت أجور نقل الطن الواحد إلى 1000 ل.س، ناهيك عن أجور التحميل والتنزيل، ونتيجة ذلك فقد خسرت كل جمعية ما يقارب الخمسين طناً من الأعلاف، لكل من الخمسين جمعية لتربية الأغنام الموجودة في البوكمال، وهذا يعني فقدان 2500 طناً من العلف، أين ذهبت هذه الكمية؟ ولمن؟!!

يقول السيد وليد عبيد المعيوف رئيس جمعية قرية الغبرة لتربية الأغنام: «بعد الوساطات والهدايا والولائم، استطعنا الحصول على هذه الكمية المنقوصة، ثم هنالك مشكلتنا الكبرى: لماذا تم تسليمنا هذه المادة من مراكز بعيدة عن البوكمال؟! وأين ذهبت الكميات التي حسمت منا؟! نحن نطالب بفتح تحقيق فوري بذلك، كما نطالب بتدقيق سجلات جميع الجمعيات، حيث توجد قطعان وهمية ليس لها وجود على أرض الواقع، بأسماء زيد وعمر من المتنفذين في الجمعيات الفلاحية، والذين يستلمون هذه الأعلاف دون وجه حق ويطرحونها في السوق السوداء، وعلى علم الجميع. وقد سألنا عن الكمية العلفية المخصصة لكل رأس شهرياً، فقيل لنا إن الكمية غير واضحة. حيث لا يتم التوزيع شهرياً، بل كل ثلاثة أشهر، وفي أحسن الحالات كل شهرين، حسب المزاج، ولكل رأس من الأغنام 5 كغ نخالة وواحد كغ كسبة، علماً أنه يلزم لكل رأس يومياً 1 كغ من العلف، كي يحافظ على حياته فقط. علماً أن نسبة النفوق في الأغنام وصلت إلى حد خطير. وإن ثروتنا الغنمية مهددة بالاندثار، ولم نجد من ينصفنا أو يرأف بحالنا وحال أغنامنا. أما من ناحية الأدوية البيطرية فهي باهظة السعر، وقد يعجز مربي الأغنام عن تأمينها.

«قاسيون» تضم صوتها لمطالب مربي الأغنام في البوكمال، وتطالب بفتح تحقيق فوري حول كميات الأعلاف التي لم تُسلّم للجمعيات، أين ذهبت؟ ومن يبيعها في السوق السوداء؟! وأن يكون هناك زيادة في كمية الأعلاف المخصصة لكل رأس، على أن يكون التوزيع بشكل دوري ومتواتراً، حفاظاً على إحدى أهم الثروات، وأحد أهم شرايين الاقتصاد الوطني، وذلك صوناً لكرامة الوطن والمواطن

■ البوكمال

آخر تعديل على الثلاثاء, 29 تشرين2/نوفمبر 2016 10:55