بين الرقة ودير الزور.. لا يوجد إلا (الفيران)!

من غابر الزمان.. وطيب المكان، تداعت الذكريات!! تداعت وأنا أبحث عن وسيلة نقل تواكب التطورات، فعادت بي إلى أيام الـ(هوب.. هوب).. حنين يغازل الذاكرة التي قست مع الأيام، وتذكرت أيضاً الأغنية الشعبية الفراتية التي تقول

«... بين الرقة ودير الزور.. يا عيوني.. مرت سيارة حمرا»..، لكن للأسف تطور وسائل المواصلات المريحة الذي شمل الوطن لم يمر بالرقة، ولم تكتحل به العيون، وانحصر فقط في الميكرو أو السرفيس، أو كما تسمى في دمشق (الفيران) والتي لا تتسع إلا لـ/11/ راكباً أو (14) راكباً في أحسن الأحوال، وهذه المركبة بالكاد تصلح للنقل الداخلي ضمن المدن، فكيف وهي تقطع بركابها /140/ كم، وهم محشورون فيها كأنهم في علبة سردين؟ ناهيك عن سرعة السائقين ورعونتهم..

أما الطريق بين دير الزور - الرقة - حلب، فهو من أردأ الطرق وأخطرها، فلا يمر أسبوع إلا ويكون هناك ضحايا ومصابون، وقد أصبح يسمى طريق المـــوت..

وثمة أمر لا يقل سوءاً، وهو أنه إذا اضطر أحدهم للخروج من الرقة، أو العودة إليها في وقت متأخر، فلن يجد بعد العاشرة ليلاً وسيلة للسفر إلا بثمن باهظ، وخاصة بعد رفع الدعم وارتفاع أسعار المازوت، وفي ظل الغلاء الكبير وارتفاع تكاليف المعيشة الأخرى التي أرهقت المواطن.

 وهنا نتساءل: لماذا كل هذا الإهمال لمحافظة هامة وجميلة ومعطاءة مثل الرقة؟ ولماذا هذا الخط اليتيم فقط؟

 لقد سيّرت إحدى شركات النقل الخاصة بعض الرحلات لهذه المحافظة لمدة أسبوع فقط، ثم عادت وألغتها، فمن يقف وراء ذلك؟؟

الرقة ما تزال تعاني، حيث لا تمر فيها أية رحلة لأية شركة نقل، لا ذهاباً ولا إياباً، فلمن نتوجه؟ هل نلوذ بوزارة النقل، أم نستثير نخوة  محافظ الرقة أو زميله محافظ دير الزور ونتوسلهما فيما هو حق للمواطنين، بإلزام شركات النقل العاملة بين دير الزور وحلب وبالعكس، بأن تدخل وتمر في مدينة الرقة، وبإنجاز طريق يضمن حياة المواطنين الفقراء وسلامتهم وراحتهم، الذين هم أثمن من كل الأموال، خاصة وأن الأموال هي بالأصل أموال الشعب والوطن، وهم أحق بها من اللصوص والفاسدين، فهم ليس لديهم سيارات خاصة مثلهم مثل من يعيق تخديم محافظتهم وإنصافها! فهل يستجيب أحد لنخوتنا ولا نحتاج لتكرارها وتكتحل عيوننا برؤيتها ونغني بفرح حقيقي: «بين الرقة ودير الزور.. ياعيوني..»؟!