صاحب الصهريج مَلِك غير متوّج
يعاني أهالي منطقة صحنايا من شح المياه الذي بات أمراً مزمناً، على الرغم من الوعود كلها بحلحلة مشكلة تأمين المياه إلى المنطقة منذ أعوام، حالهم كحال المواطنين جميعهم من طول البلاد وعرضها.
مشكلة الأهالي لم تعد مقتصرة على النفقة الكبيرة المترتبة على تأمين المياه عبر الصهاريج، التي تكلف بحدود 2500 ليرة لكل خمسة براميل، بل تعدتها إلى تحكم أصحاب هذه الصهاريج بحاجات الناس، والتأفف وعدم التجاوب في بعض الأحيان، في استكمال لحلقة المعاناة التي تبدأ من عدم تجاوب وحدة المياه مع شكاوى المواطنين، مروراً بعدم إيجاد حلول جذرية لمشكلة تأمين المياه للمنطقة، ولتنتهي بالاستغلال الفج من قبل أصحاب الصهاريج لتلك المعاناة على حساب الأهالي، حيث أصبح هؤلاء ملوكاً غير متوجين يتحكمون بأحد أهم الحاجات الأساسية للبقاء على قيد الحياة، وقد غدوا شريحة واسعة ومنتشرة، لها مصالحها وارتباطاتها ومسهلو عملها هنا وهناك.
كما يشتكي الأهالي من عدم عدالة التوزيع في ضخ المياه عبر الشبكة على الأحياء، حيث تأتي كل خمسة أيام إلى بعضها ولعدة ساعات فقط، فيما يتم ضخها بشكل يومي إلى أحياء أخرى، مع عدم تجاوب وحدة المياه بشأن شكاوى الأهالي حول هذا الموضوع.
يشار إلى أن مشكلة قطع المياه وعدم العدالة بالتوزيع أصبحت من المشاكل المعممة على مستوى القطر، بالمدن والأحياء والمناطق والقرى والبلدات كافة، كما وأن استغلال حاجات الناس من قبل أصحاب الصهاريج أصبح عُرفاً، وهو بعيد عن أي نوع أو شكل من الرقابة، سواءً على مستوى الأسعار أو على مستوى مصادر المياه ومواصفاتها وجودتها، وهو بالمقابل أمر اضطراري بالنسبة للمواطنين بظل استمرار حالة الشح بالمياه، وهو بآن يستنفذ جزءاً هاماً من الدخول الشهرية لهم على حساب معيشتهم ومستلزمات حياتهم الأخرى، وذلك كله يجري بالتوازي مع التصريحات الرسمية حول الحلول الموعودة منذ سنين.