الرياضة تضيّع أخلاقها!!

تراجعت الرياضة في سورية على المستويات كافة بسبب تغلغل الفساد والانحراف اللذين سببهما تطبيق مبدأ الاحتراف، وبقيت شروط الاحتراف مطاطة وغير محددة المعالم، ما سبّب التلاعب بها واللجوء إلى الواسطات والمحسوبيات للحصول على العضوية في أحد الفرق الرسمية بغية المكاسب والسفر والظهور في وسائل الإعلام. ومن يتابع نتائج منتخباتنا الوطنية يدرك بسهولة صحة هذا الكلام الذي ينسحب على الرياضة في جميع المحافظات، مع بعض الاستثناءات القليلة هنا أو هناك.

ففي دير الزور نجد تراجعاً في مستوى الرياضة ومستويات الأندية، لكننا نلاحظ بعض النتائج الايجابية التي تتحقق بمبادرات وجهود فردية، ليقوم بعد ذلك المتسلطون والفاسدون بنسبتها لهم أو بإفشالها. وفي المؤتمر السنوي لرياضة التايكواندو تم تكريم من لا يستحقون، وحرم منه أصحاب النتائج والانجازات، كالمدرب محمود ذيب محيمد، وهو عضو مؤتمر أصيل، وأحرز للمحافظة الكثير من الميداليات الذهبية، كذهبية بطولة المدربين، وثلاث ميداليات ذهبية في بطولة الجمهورية في الحزام الأسود، وميداليتين ذهبيتين في بطولة الجمهورية للأندية. ويصف جلسة المؤتمر قائلاً: «مُنعت من السؤال عن السبب بحجة أنني معاقب، ولا أعرف أنني معاقب، وما هو سبب العقوبة المفروضة بحقي وموقعة من أمين سرّ اللجنة الفنية فقط، وموجودة في المحضر بخط يده ودون ختم ودون علم اللجنة ورئيسها، وهذا مخالف للأنظمة والقوانين الرياضية. وقد جاءت مداخلة مشرف المحافظة متجاهلة النقاط السلبية، فطلب مني الاتحاد الرياضي تقديم مذكرة بالنقاط السلبية، وعند تلاوتي للمداخلة طلب المشرف إخراجي فخرجت، وأعادني أحد أعضاء إدارة نادي الفتوة، واحتدم النقاش والشتم، ووصل الأمر برئيس اللجنة أن اعتدى علي بالضرب مع اللجنة الفنية، ما اضطرني لطلب المساعدة من الشرطة لحل المشكلة وطلبت فتح تحقيق رياضي، فتدخل رئيس المكتب الرياضي ومزق العقوبة وطلب مني التنازل عن ضبط الشرطة.

وسافرت إلى كوريا، وعدت ببرونزية البطولة لأفاجأ بمعاقبتي ستة أشهر مع طلب الزيادة لتصبح عاماً، وعقوبة ثلاثة أشهر للاعبَين آخرين بتهمة تخريب وتعطيل أعمال المؤتمر، دون ذكر رئيس اللجنة الفنية الذي ثبتت إدانته في محضر الشرطة، وهناك 18 نقطة في مداخلتي تتضمن مخالفات وفساد مالي وتزوير للجنة الفنية ومشرف المحافظة، ووصل الأمر إلى تكذيب الميدالية البرونزية التي حصلت عليها من كوريا».

هل هذه رياضة؟ وهل هذه أخلاق رياضية؟ ومن ينصف الرياضيين الحقيقيين، أم أن الفساد قد انتشر في كل مكان وما من علاج؟؟

كل ذلك برسم الاتحاد الرياضي العام للتحقيق ومتابعة الأمر، ونتمنى أن تكون الأخلاق الرياضية التي تحافظ على كرامة الوطن والمواطن هي الأساس.