الإقطاعية تعود من جديد..

تقع قرية «قليدين» على سفح جبل الزاوية الغربي المطل على سهل الغاب، وتتبع لناحية الزيارة في محافظة حماة، وقد كانت والقرى المجاورة لها في زمن فائت مملوكة لأحد الملاكين الكبار، وبعد عام 1969 وزعت أراضي هذا الإقطاعي على الفلاحين بموجب قرار جمهوري ليستفيد منها مئات الفلاحين، 20 دنم أرض زراعية بعلية لكل فلاح، ولكن ما إن باشر الفلاحون المنتفعون بفلاحة الأراضي وزراعتها حتى تسلط عليهم إقطاعي من طراز جديد, راح يقضم أراضيهم حيازة بعد أخرى، مرة بالتزوير، وأخرى بالخديعة، وثالثة بالغصب والإكراه، حتى سماه البعض «الفرعون»!! فقد استولى على مايزيد عن 1000دنم من هذه الأراضي والمراعي المجاورة لها، ولم يتوقف عن القضم والضم، ووصلت مطامعه إلى المقبرة، فاستولى على جزء منها، مما أدى لاصطدامه مع الأهالي.

الفلاح أحمد العبدو: المذكور (عبد الحليم) اغتصب أرضي بعد أن هددني عدة مرات، لكني لم أمتثل لتلك التهديدات، فعمد المغتصب إلى تخريبها بإطلاق أغنامه فيها مرة بعد أخرى، وهكذا أنا أزرع وهو يرعى، إلى أن كرهت الأرض من كثرة التنكيل والظلم الذي مورس علي.  

الفلاح أحمد صطوف الخليل: استثمرت الأرض لمدة تزيد على عشر سنوات، ولأني لست من هذه المنطقة وكان مردود الأرض ضعيفاً، تركتها فترة من الزمن وحين عدت إليها وجدت فيها أناس غرباء! كان المدعو عبد الحليم قد باعها لهم.

 الفلاح حسن الحجي: أرضي استثمرتها فترة من الزمن إلى أن دعيت لخدمة الوطن (احتياط) ولدى عودتي بعد انتهاء الخدمة وجدت أرضي مبيعة إلى شخص آخر بعد أن استولى عليها المدعو (عبد الحليم خيرو الأحمد).

الفلاح محمد علي الزين (عم عبد الحليم): استولى عبد الحليم مؤخراً على جزء من المقبرة، وبنى منزلاً مجاوراً لها، فاصطدم أهالي القرية معه بعد أن قام بتشجير مساحة كبيرة منها، ووصلت الأمور إلى مدير ناحية الزيارة، وأثناء ذلك تعهد المدعو بموجب اتفاق خطي على إزالة المخالفة وقلع الأشجار من المقبرة، ولكنه بالتواطؤ مع مخفر الشرطة في قرية قليدين وغض نظر البلدية شيد البناء، ولم يقلع سوى ثلاث شجرات من الأشجار التي زرعها في المقبرة، علماً أن هذه المقبرة أثرية. كما تجاوز على أراضي الفلاحين البعلية واستولى عليها بالضغط والإكراه. ومن أعرفهم شخصياً من أصحاب هذه الأراضي أكثر من سبعة أشخاص..

المواطن سمير كيلاني: قام المدعو عبد الحليم خيرو الأحمد بالاعتداء على مقبرة قرية قليدين، واستولى على جزء من أرضها بعد أن كان قد استولى على مئات الدونمات من أراضي الفلاحين، وهذه المقبرة قديمة وتعود إلى المالك الأساسي الشيخ زاهد الذي تبرع بها لصالح أهل القرى المجاورة لقرية منذ أكثر من 150 عام..

تقدم الأهالي بشكوى إلى مدير ناحية الزيارة، فقدم المدعو عبد الحليم أوراق غير قانونية يدعي فيها أن هذه الأرض ملكه، فتقدم علي أحمد شروف وأدلى بشهادته أمام مدير الناحية، فأكد أن هذه الأرض للفلاحين، وأن المدعو عبد الحليم غير منتفع بها، فأحيلت القضية إلى مخفر قليدين، حيث تم ترتيب الأمور بإجراءات لصالح المغتصب، فاستنكر أهل القرية ما حصل لتبقى القضية تنتظر من يقوم بحلها.

القصة لم تعد غريبة بفضل تغلغل الفساد في شرايين البلاد، وإننا إذ نعرضها، فإننا نضعها برسم الجهات المعنية في محافظة حماة لوقف الظلم وإعادة الحقوق لأصحابها.. 

■ سمير ومحمد علي الزين

آخر تعديل على الإثنين, 01 آب/أغسطس 2016 13:44