في مجلس رابطة الثورة الفلاحية بالرقة: عندما يكون الفلاح بخير .. يكون الوطن بخير
وضع الفلاح في سورية ليس بخير ويسير من سيء إلى أسوأ! إذاً فالوطن ليس بخير أيضاً! فمن الذي أوصل الفلاح إلى هذه الحال؟ إنهم القائمون على أمور الفلاحين في الحكومة سيئة الصيت والسمعة، ليس لدى الفلاحين فقط، بل ولدى العمال وكل الكادحين بسواعدهم وأدمغتهم على مساحة سورية، الحكومة المتخبطة بقراراتها وممارساتها، والفساد الذي يعشش فيها، والنهب الذي يقوم به أزلامها وحلفاؤها من التجار الذين أصبح لهم الدور الأساس في صناعة القرار الاقتصادي، ويريدون الهيمنة على القرار السياسي، وأخذ الوطن من الداخل وإعطاءه لقمة سائغة للعدو.
انعقد مجلس رابطة الثورة الفلاحية في محافظة الرقة بتاريخ 18/3/2009 تحت شعار «عندما يكون الفلاح بخير، يكون الوطن بخير». هذا الشعار الذي يناقض الواقع المأساوي الذي جسدته وأجمعت عليه مداخلات الجمعيات الفلاحية في الرقة، بشرح هموم ومعاناة الفلاحين وإعاقات الزراعة، ووضعتها أمام المسؤولين في كل المستويات في المحافظة، بدءاً من المحافظ إلى وزير الزراعة، إلى كل من له فيها شأن، وتنقلها لتكون على مستوى الوطن.
الكثير من هذه الشكاوى التي تشرح هموم ومعاناة الفلاحين يطرح منذ سنوات، ولكنه لا يجد آذاناً صاغية، وما من أحد يهمه الشأن العام مهما علا الصراخ. ومن هذه الشكاوى:
ـ ارتفاع أسعار المحروقات الذي أدى إلى ارتفاع تكاليف الفِلاحات أي الحراثة.
ـ نقص كميات الأسمدة الكيماوية اللازمة للمحاصيل الزراعية، وارتفاع أسعارها في السوق السوداء التي تمول من الفاسدين، إذ كيف وصلت إلى السوق المادة المحصورة بالمصارف الزراعية والجمعيات الفلاحية التي تستلمها؟! وقد وصل كيس الآزوت 46% إلى 1200 ليرة سورية، وأصبح نادراً ومفقوداً لدى الفلاحين، ومتوفراً لدى المتنفذين.
ـ أما بالنسبة لبذار القطن فقد تدهور الصنف الموزََّع ولم يعد ملائماً للظروف الجوية، ودخل البذار التركي والأمريكي من بوابة واسعة، ونقترح إعادة تأهيل وتشغيل مؤسسة الإكثار للاستفادة منها في هذا المجال.
ـ أما بذار الشوندر (العروة الصيفية) فكانت رديئة أولاً، وتم التأخير في التوزيع والزراعة ثانياً، ولم يصل إنتاج الدونم إلى أكثر من 1300 كغ، مما سبَّبَ خسائر كبيرة للفلاحين، وخسائر كبيرة لمعامل السكر وعمالها، وهذا يتطلب تعويض الفلاحين عن خسائرهم، ومحاسبة المسؤولين عن ذلك بشدة، لأنه حمّل الوطن والمواطنين أعباء كبيرة إضافة إلى المعاناة السابقة، وهذا ليس مجرد خطأ بسيط يمكن تجاوزه، بل عمل تخريبي مقصود.
ـ الذرة الصفراء ورغم كل ما لحق بالفلاحين وبها من ضرر أثناء عمليات التسويق، التي مضى عليها أكثر من أربعة أشهر، إلا أن مستحقات الفلاحين لم تصرف إلى الآن، فكيف سيعيش الفلاح؟ وكيف سيؤمن مستلزمات الموسم القادم من القطن؟!!
ـ أسعار القمح لا تتناسب والتكاليف التي تبذل على المحصول.
ـ لا تزال بعض جمعيات المشروع الرائد لم تكتمل فيها شبكة الري، وخاصة الأقنية المعلقة، كالحقل رقم 8 على القناة 8، والحقلين 1 و2 على القناة 7، وتستمر مديرية الري والتشغيل بتقديم الوعود دون تنفيذ..
ـ ردم الطرق الزراعية بين الحقول ببقايا المقالع وتعبيد الطريق الزراعي الرئيسي بمحاذاة القناة h9 من الشمال، حتى يصل إلى الطريق العام عند مفرق حطين.
ـ السماح للفلاحين ببناء بيت ريفي بالمزارع، يقيمون فيه أثناء العمل لتخديم المحاصيل هم وأسرهم لأن 60% منهم يبعد سكنهم عن الحقول مسافة أكثر من 5 كم، وهذا يرهقهم مادياً وجسدياً ويؤثر على كمية الإنتاج ونوعيته، وخاصة أن هذا البناء الريفي لا يخالف ضابطة البناء التي تسمح به لمن يملك أكثر من 4 دونمات.
ـ كثير من الأقنية والمراوي والبوابات بحاجة إلى الصيانة والإصلاح وعلى نفقة مديرية الري والتشغيل التي لا تقوم بذلك رغم مطالبة الفلاحين، ويدّعي أنها على نفقة الفلاح، ناهيك عن عدم تأمين مياه الري اللازمة أثناء فترة تداخل المحاصيل في حزيران وتموز، ما ينعكس على الإنتاج والفلاح والوطن والشعب، لذا يجب وضع حدّ لهذا الإهمال.
ـ كثير من الفلاحين لا يعرفون التعليمات وطرق التعامل مع العروة الصيفية الجديدة للشوندر، وهذه مسؤولية التوجيه والإرشاد في مديرية الزراعة.
ـ لماذا لا يسمح للفلاحين المنتفعين بالحصول على قروض من المصرف الزراعي تساعدهم على تأمين مستلزمات الإنتاج لمحاصيلهم، كغيرهم من الفلاحين؟! أليسوا أولى من المستثمرين الوهميين الذين تُُقدم لهم القروض بمبالغ كبيرة وتسهيلات جمّة؟!
كما قدمت قيادة الرابطة العديد من المطالب والتوصيات والمقترحات التي تهم الفلاحين.
■ الرقة - محمد الفياض