دير الزور.. الحصار وأشياء أخرى!

دير الزور.. الحصار وأشياء أخرى!

فيما يستمر حصار الأحياء في دير الزور من قبل التنظيم الفاشي التكفيري داعش، منذ أكثر من سنة ونصف، وإهمال الحكومة وفساد المسؤولين، تتصاعد المعاناة من اختفاء الكثير من أبسط مقومات الوجود والحياة، وهي الماء والغذاء، سواء بندرتها أو انقطاعها المستمر، حيث انقطعت المياه منذ أكثر من عشرة أيام، ناهيك عن الغياب التام للكهرباء والمواصلات وغيرها.. وندرة الخبز الذي يباع بالقطارة من قبل بعض المستفيدين والمتحكمين بقوت الناس، إضافة للفساد والنهب المستشري والمتاجرة بأرواح البشر من قبل بعض المسؤولين الفاسدين أو من قبل تجار الأزمة.!

 

رغم تواتر إنزال المساعدات الروسية من المواد الغذائية عبر الطائرات بالمظلات، حيث بلغت في الأسبوع الأخير ثلاث مرات، شملت العشرات من الأطنان.

وجبة الفطور «معضلة»!

في الجورة والقصور هنالك يومياً تحدث معضلة مستعصية اسمها (الفطور) التي تقتصر على غرامات من بعض المواد الغذائية لعائلة كاملة، الأب والأم والأبناء، وتشمل مثلاً: 100غ سمنة بـ ٥٥٠ ليرة لعدم توفر الزيت، وإن وجد فاللتر بـ ٣٥٠٠  ليرة فقط.. وزعتر «دهني» صناعة محلية بـ 500 ليرة و ٣٥٠ غ لبن رائب (خاثر) بالتسمية المحلية بـ 800 ليرة؛ وظرف شاي بـ ١٢٥ ليرة لصبغ الماء فقط وبدون سكر؛ ويتم تناولها بالخبز اليابس فطوراً لا يغني ولا يسمن من جوع، ولا يحافظ على الحياة، ولصباح يوم واحد فقط  بتكلفة ٢٠٠٠ ليرة تقريباً.!؟

وإذا حسبنا ذلك في الشهر هذا يعني 60 ألف ليرة فقط لا غير.

وجبة غداء «معضلة أخرى»!

 يقول أحد المحاصرين: قررنا أن نفديها اليوم بوجبة غداء معتبرة ودسمة (مقلوبة باذنجان) وتشمل المواد التالية: 600غ  باذنجان بـ 1800 ل.س، ومكعبات ماجي عدد 2 بـ 300 ل.س، وبهارات بـ 600 ل.س، أي 2700 ليرة، هذا عدا قيمة الرز الذي حصلنا عليه من المساعدات الغذائية، ويضيف: طبعاً قشور الباذنجان «قلتها» زوجتي وعملتها فطوراً لبناتي... أقسم هذا ما آلت إليه أحوالنا.!

وأيضاً بحسبة بسيطة تكون تكلفة ذلك لمدة شهر 71 ألف ليرة، ويكون مجموع الوجبتين 131 ألف ليرة، وإذا اعتبرنا أن الأسرة تتناول هاتين الوجبتين يومياً فقط، فهو يعادل خمسة أضعاف راتب موظف أو عامل، وهو الراتب التي تمنن الحكومة المواطنين به.! فكيف للمحاصرين أن يعيشوا، ومن أين يحصلون على تكلفة بقائهم على قيد الحياة فقط.!؟

الفاسدون وحماتهم.!

ألقت عناصر شرطة محافظة دير الزور القبض على لصين يقومان بسرقة المبيدات الحشرية من مستودع مرآب البلدية، ويبيعانه كبنزين نظامي، بعد إضافته للبنزين المكرر، حيث له خاصية اشتعال تضاهي الكيروسين ولكن أضراره خطيرة وقاتلة.

يشار إلى أن هذه المادة تم استلامها من مشروع النظافة (الوهمي) الذي تعاقدت عليه غرفة تجارة وصناعة دير الزور مع undp وكان منتهي الصلاحية آنذاك، وتم استجراره سابقاً «تنفيعة» لأحد التجار، وربح المتعاقدون الذين آخر همهم كان خدمة أبناء بلدهم . 

وقال أحد المواطنين: «شكراً لـ اللصّين الصغيرين، اللذين لولاهما لما انكشف الفساد ومن خلفه..!»

وتساءل آخرون: لماذا لم يتم كشف ذلك سابقاً؟ وطالما انكشف الفساد الآن لماذا لم يحاسب الفاسدون والتجار.. أم أنّ هناك من يحميهم.!؟