تعليم أم تعجيز؟

ها هو العام الدراسي في جامعة دمشق يقترب من النهاية، وفي مثل هذه الفترة من كل عام نجد الطلاب السوريين عموماً، متوجسين متوترين، يدرسون قدر استطاعتهم استعداداً لتقديم الامتحانات والقلق يستبد بهم..

ولعل هذا القلق يكون أكبر وأعظم لدى طلاب التعليم المفتوح، خصوصاً في قسم الإعلام ذي «السمعة العطرة»..

فطلاب هذا القسم يبتهلون لله متأملين بحل مشكلتهم في مادتي التخطيط والعلاقات العامة في السنة الثالثة والرابعة، والتي أصبحت ترافقهم بالصحو وبالحلم، حتى أنك لا تكاد تسأل طالباً في كلية الإعلام عن سبب كآبته، إلا ويقول إنه قد رسب في إحدى هاتين المادتين مرة على الأقل.. وقد يخطر بأذهان البعض في بداية الأمر أن هذا يحدث بسبب تقصير الطلاب وكسلهم، وعدم قيامهم بدراسة المادة كما يجب، ولكن وبعد أن يرى المهتم الأسئلة ونوعها وأسلوبها التعجيزي سيحسب أنه يقرأ أسئلة لمقرر آخر، لا علاقة له بهذه المادة.. وكأن الهدف الأساسي للمدرس المسؤول عن هذه المادة هو أن يرى الطلاب وهم يتساءلون: أهذه الأسئلة لهذا المقرر فعلاً؟ وهل الأجوبة موجودة في الكتاب حقاً؟ وإن كانت هذه الأسئلة لهذه المادة، فعلى أي أساس أو مبدأ تم وضعها واعتمادها والمصادقة عليها؟.

أحد الطلاب أكد لقاسيون أنه في فصل سابق طرح سؤالاً على المدرسة المسؤولة عن الآلية التي تتبعها في وضع الأسئلة الامتحانية، فأجابت بسخرية: «حسب الوضع في حياتي الأسرية»!!

فما علاقة الطالب بظروف المدرسين وأحوالهم العائلية، وما ذنبهم ليتحملوا تبعات اهتزازها أو استقرارها؟

الطلاب يناشدون الجهات المسؤولة في وزارة التعليم العالي بالتدخل لإيقاف هذه المهزلة كلياً، والسعي لمراقبة عمل المدرسين، ومحاسبتهم عندما يسيئون، وليس الاكتفاء بمراقبة الطلاب ومحاسبتهم على كل صغيرة وكبيرة، رغم أنهم الطرف الأضعف في المعادلة التعليمية.. 

أما آن الأوان لرمي هذه السلوكيات خلفنا، خصوصاً أننا أصبحنا تعليمياً في ذيل القائمة العالمية؟!.